أكملت السلطات الأمنية العراقية استعدادتها للزيارة الشعبانية التي يحيي الشيعة خلالها ذكرى ولادة إمامهم الثاني عشر الإمام المهدي، وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف أو «تسييس» المناسبة على خلفية الأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد. وأصدرت قيادة عمليات بغداد التعليمات الخاصة بالزيارة التي توافق اليوم، وقررت منع المواطنين من حمل الأسلحة بمختلف أنواعها، أو تناول الأطعمة والمشروبات من الأشخاص غير المعروفين، أو حمل الزائرين الحقائب بمختلف أنواعها، كما دعت إلى «السير في الطرق المؤمنة من قبل الأجهزة الأمنية، وعدم تصديق الإشاعات المغرضة التي من شأنها إثارة الهلع بين المواطنين». وطالبت ب «إخبار الأجهزة الأمنية عن العناصر المشبوهين أو المندسين بين المواكب أو الأجسام الغريبة»، مؤكدة «ضرورة التوافد على مدينة كربلاء التي يتوجه إليها الزائرون في هذه المناسبة في أوقات مختلفة منعاً لحدوث الزحام». وفي محافظة بابل، أعلنت قيادات أمنية وضع خطة لحماية المتوجهين إلى كربلاء. وقال المدير العام لشرطة بابل اللواء فاضل رداد إن «أكثر من 20 ألف عنصر أمن سيشتركون في تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بالزيارة». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية تقوم بعمليات استباقية للسيطرة على الموقف، وسيشهد هذا العام اشتراك سرايا الكلاب البوليسية في الحماية، كما أن الغطاء الجوي سيكون من واجب القوات العراقية بعدما كنا نعتمد على القوات الأميركية». وأعلن الناطق باسم مجلس كربلاء أمس أنه تقرر أن يكون يومي الثلثاء والاربعاء عطلة رسمية في جميع الدوائر الحكومية في المحافظة، فيما شكلت وزارة النقل غرفة عمليات لتنظيم إيصال الزائرين من كربلاء وإليها خلال إحياء مراسيم الزيارة، كما قرر مجلس محافظة النجف اعتبار اليوم عطلة رسمية «لإعطاء المواطنين فرصة المشاركة في إحياء هذه المناسبة». وكشف قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق عثمان الغانمي إلقاء القبض على مجموعة كانت تخطط لزرع عبوات ناسفة في طريق المواكب الراجلة إلى كربلاء. وقال في تصريح إذاعي أمس إن «القوات العراقية تدير الخطة الأمنية في كربلاء وتشرف عليها ولا وجود للقوات الأميركية». وأكد اتخاذ احتياطات لمنع «تسييس الزيارة»، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل. يُذكر أن محافظة كربلاء اعتادت أن تشهد في هذه الزيارة هتافات ضد الحكومة أو ضد بعض الأحزاب السياسية الدينية على شكل أهازيج وشعارات ذات مغزى سياسي في المواكب والحسينيات، إذ تستعد القوى المعارضة لهذه المناسبة بحشد طاقاتها وشعاراتها. وشهدت الزيارة خلال السنوات الماضية صدامات عنفية أبرزها عام 2008 بين قوى تابعة ل «المجلس الأعلى الإسلامي» و «حزب الدعوة» كانت مسؤولة عن حماية المراقد من جهة، وبين «جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل وجرح مئات الأشخاص. وروجت مواقع إلكترونية تابعة لبعض الجهات والأحزاب الدينية خلال الأيام الماضية لاحتمال أن تتحول هذه الزيارة إلى اعمال شغب تندد بالوضع السياسي وتأخر تشكيل الحكومة. وكانت مواكب الزائرين في كربلاء تعرضت إلى تفجير مزدوج راح ضحيته 20 قتيلاً وأكثر من 55 جريحاً مساء أول من أمس، وهي حصيلة أولى توقعت مصادر رسمية ارتفاعها.