أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أن معركة استعادة الموصل تتطلب «أساليب حديثة» لحماية نحو مليوني شخص داخلها، وأكد الحاجة إلى توافقات سياسية إلى جانب الاستعدادات العسكرية، فيما يستعد الجيش خلال أيام لشن عملية حاسمة في منطقة الجزيرة في الأنبار، وهي معركته الأخيرة في المحافظة. وقال العبيدي في تغريدات عبر «تويتر» من واشنطن، خلال مشاركته في اجتماع وزراء دفاع دول «التحالف الدولي»، إن «معركة الموصل تتطلب تخطيطاً وأساليب في الحرب الحديثة للقتال في مدينة كبيرة تضم نحو مليوني إنسان»، وأضاف أن «المعركة في حاجة الى الدعم الجوي الدقيق والمستند إلى معلومات استخباراتية فاعلة»، وشدد على ضرورة «التنسيق مع قوات البيشمركة، وأما بقية التشكيلات القتالية (في إشارة إلى الحشد الشعبي) فستكون وفق خطط وأوامر من القائد العام للقوات المسلحة». وأشار إلى أن «تحقيق اتفاقات سياسية تتعلق بالمعركة ومستقبل المدينة في غاية الأهمية»، وتابع أن «للإصلاحات الأمنية والسياسية والاقتصادية دوراً رئيسياً في دعم الاستقرار في نينوى بعد تحريرها، خصوصا مسك الأرض من الشرطة المحلية والمواطنين». وزاد أن «العراق يحتاج إلى دعم حلفائه في تأمين المدن والحدود وإنشاء مراكز مجهزة بأنظمة مراقبة»، وأوضح أن «داعش لم يعد يسيطر إلا على أقل من 10 في المئة من أرض العراق بعد أن كان يسيطر على 40 في المئة». وتتواصل الاستعدادات داخلياً ودولياً لإطلاق عملية استعادة الموصل من «داعش»، وأفادت معلومات بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي يخطط لإطلاق العملية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في وقت يتواصل حشد قوات عراقية ودولية منذ أيام في قاعدة القيارة. في الأنبار، قال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ عشائر الرمادي، في اتصال مع «الحياة»، إن «الشيوخ حصلوا على تعهدات من الحكومة والسفارة الأميركية في بغداد لتحرير منطقة الجزيرة شمال المحافظة، قبل بدء تحرير الموصل»، وأوضح أن «مسؤولين أميركيين أكدوا تطابق موقفهم مع مطالب مسؤولي ووجهاء الأنبار القاضية باستكمال تحرير منطقة الجزيرة لتأمين المدن المحررة، مثل الرمادي وهيت وكبيسة والفلوجة قبل التوجه إلى الموصل»، مشيراً إلى أن «طيران التحالف الدولي كثف غاراته خلال الأيام القليلة الماضية، ما يمهد الطريق للجيش ومقاتلي العشائر لإطلاق عملية برية في المنطقة الممتدة من شمال قضاء الخالدية مروراً بالمرادي وهيت وصولاً الى ناحية البغدادي». وترتبط منطقة الجزيرة مع غرب محافظة صلاح الدين وجنوب محافظة نينوى، وهي مساحات صحراوية شاسعة غير مأهولة تتخللها وديان وهضاب وأنفاق طبيعية يستخدمها المسلحون للاختباء والمناورة. إلى ذلك، أفادت «خلية الإعلام الحربي» في بيان، بأن «طيران الجيش شن غارة على معسكر لعناصر داعش وكبدهم عشرات القتلى ودمر العديد من الآليات ومفرزة هاون وأشعل النيران في كل أرجاء المعسكر في منطقة علاس، إضافة إلى توجيه ضربة جوية أسفرت عن إحراق عجلة تحمل إرهابيين وقتل من فيها في منطقة الشيخ علي، جنوب الشرقاط». في بغداد، اتخذت قوات الأمن إجراءات مشددة شملت قطع عدد من الجسور والشوارع الرئيسية وسط العاصمة ورافقها انتشار كثيف لقوات الشرطة في محيط المنطقة الخضراء، تحسباً لخروج تظاهرات مناهضة للحكومة ولمنع تكرار اقتحام محتجين غاضبين المنطقة الخضراء كما حدث أواخر نيسان(أبريل) الماضي. وأكدت وزارة الداخلية أن عبوة ناسفة انفجرت أمس قرب سوق شعبية في منطقة المدائن، جنوببغداد، أسفرت عن قتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين، وأدى انفجار عبوة ثانية استهدفت شاحنة مدنية صغيرة يستقلها ستة عناصر من الحشد العشائري أثناء مرورها في منطقة عرب جبور جنوب العاصمة، إلى قتل عنصرين وإصابة أربعة آخرين.