التقى الرئيس محمود عباس الرئيس بشار الاسد في دمشق امس في اطار تنسيق المواقف ازاء عملية السلام والحوار الوطني وتشكيل حكومة وفاق، وذلك قبيل زيارته لواشنطن المقررة بعد اسبوعين، في وقت استقبلت عمان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتعتيم اعلامي رافقه تشديد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على ضرورة التزام حل الدولتين ووقف الاستيطان، فيما نفى الاردن ان يكون نقل رسالة من الاسد الى نتانياهو في شأن استئناف مفاوضات غير مباشرة. واكد الاسد خلال استقباله عباس ان «نبذ الخلاف وتحقيق المصالحة الفلسطينية يشكلان أساساً لا غنى عنه للدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة». وافاد ناطق رئاسي ان المحادثات تناولت «الحوار الفلسطيني الجاري لتعزيز وحدة الصف وتشكيل حكومة وفاق وطني»، اضافة الى ضرورة «تنسيق المواقف» ازاء الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام. من جانبه، اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تصريح ان عباس بحث مع الاسد الحوار الوطني ووضع عملية السلام في ظل حكومة اسرائيلية يمينية، وقال: «لن نسمح كطرف فلسطيني بالتلاعب بالمسارات، ولن نسمح لاي جهة بأن تلعب بالمسار السوري على حساب الفلسطيني». كما تلقى الاسد رسالة شفوية من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني نقلها رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جبر آل ثاني خلال اللقاء الذي تناول «المستجدات على الساحتين العربية والدولية، خصوصا الفلسطينية». ويتوقع ان يكون الموضوع الفلسطيني حاضرا في المحادثات التي يجريها الرئيس التركي عبد الله غل اليوم مع الاسد. وكان لافتاً ان عباس قوبل امس بنشاطات مناهضة له من اكثر من طرف فلسطيني، اذ اعلن تحالف القوى الفلسطيني الذي يضم ثماني فصائل (لا تضم الشعبية والديموقراطية)، «مقاطعة» الرئيس «كي لا نعطي تغطية سياسية لمواقفه ... ولزيارته لواشنطن» ولخطواته «السياسية والتنظيمية غير الشرعية وغير الدستورية وغير القانونية». كما اصدرت جهات اخرى بيانات تقول ان عباس «لا يمثلنا»، مع التمسك بحق العودة تزامنا مع ذكرى النكبة. وكما كان متوقعا، لم يحصل لقاء حتى مساء امس بين عباس ورئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل الذي عاد امس الى دمشق من سلطنة عمان. وكانت مصادر فلسطينية موثوقة قالت ل «الحياة» في القاهرة ان عباس ذهب إلى دمشق فقط للقاء الأسد قبيل توجهه إلى واشنطن للخروج بموقف عربي منسجم ومتكامل لعرضه على الرئيس باراك أوباما، وليس للقاء الفصائل، وهو ما اكده عريقات ايضا. ومن المقرر ان يتوجه وفد «حماس» غدا للمشاركة في الحوار مع «فتح» في القاهرة التي اقترحت اعادة البحث في لجنة مشتركة وبحث المواضيع الاخرى المتعلقة بالانتخابات والمنظمة والامن. وفي عمان، افاد بيان للديوان الملكي ان الملك عبدالله الثاني طلب من نتانياهو ان «تعلن حكومته فورا التزامها حل الدولتين وقبول مبادرة السلام العربية واتخاذ الخطوات اللازمة للتقدم نحو الحل» وبينها وقف الاستيطان والحصار، كما ابلغه ان «اسرائيل لن تحصل على الامن والاستقرار ما لم يحصل الفلسطينيون على حقهم في الدولة والعيش بسلام وأمن»، معتبرا ان حل الدولتين هو شرط تحقيق السلام. كما اكد ان اي حديث عن تمكين اقتصادي خارج الاطار السياسي مرفوض. وقال مصدر اردني رسمي ل «الحياة» ان اللقاء تم وسط تعتيم اعلامي اردني مقصود «من اجل منع نتانياهو من استغلال الفرصة لتأكيد مواقفه المتشددة» و«لمنعه من الاطلال على وسائل الاعلام وتسجيل النقاط قبل زيارته لواشنطن». ونفى المصدر ما تردد عن ان العاهل الاردني نقل رسالة سورية الى نتانياهو، وقال: «لم ننقل رسالة سورية، نقلنا الموقف العربي والثوابت العربية». وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» نقلت عن مصدر عربي مطلع ان العاهل الاردني تسلم رسالة من الاسد لابلاغها الى نتانياهو ومفادها ان سورية على استعداد لموصلة الحوار غير المباشر مع اسرائيل.