لزمت فرنسا أمس، دقيقة صمت حداداً على ضحايا المجزرة التي نفذها محمد لحويج بوهلال في مدينة نيس وأوقعت 84 قتيلاً، فيما تواصلت التحقيقات مع 6 أشخاص من المقربين منه، للوقوف على كيفية إعداده المجزرة والتحقق من طبيعة العلاقة المبهمة التي تربطه بتنظيم «داعش» الذي تبنى الاعتداء. واختار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الوجود في مقر وزارة الداخلية الفرنسية خلال دقيقة الصمت، الى جانب وزير الداخلية برنار كازنوف الذي يتحمل المسؤولية الأولى عن مكافحة الإرهاب، فيما نقل 3 من المقربين من بوهلال الى مقر جهاز مكافحة الإرهاب في لوفالوا (ضاحية باريس). ومن بين الموقوفين على سبيل التحقيق، رجل زود بوهلال مسدساً وجد في الشاحنة التي استخدمها لدهس مواطنين تجمعوا لمشاهدة الألعاب النارية خلال الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي الخميس. وبدا واضحاً من خلال التحقيق أن بوهلال أعد المجزرة بطريقة منظمة، إذ حجز الشاحنة مسبقاً واستطلع مكان تنفيذ الاعتداء. بالمقابل، فإن بوهلال الذي قتل برصاص الشرطة لم يترك أي رسالة يعلن فيها ولاءه ل «داعش» وهو معروف في أوساطه بأنه شخص عنيف ومكتئب ولديه ميول للجنسين. ونقل عن أحد المعتقلين على سبيل التحقيق قوله أن بوهلال بدأ يعتمد سلوكاً متشدداً دينياً، لكنه خال مما يشير الى الإرهاب. وعلى رغم إعلان التبني الصادر عن «داعش»، ليس لدى المحققين حتى الآن ما يربط بوهلال بالتنظيم خصوصاً انه لم يقم بأي زيارة الى سورية أو العراق وأن آخر زيارة له الى تونس تعود الى ما قبل أربع سنوات. في الوقت ذاته، فإن مداهمة منزله لم تؤد الى العثور على أي راية سوداء ولا على أي عنصر آخر من عناصر الانتماء. كما أن المحققين توقفوا عند إعلان المسؤولية المتأخر وغير المحدد والذي اكتفى بوصف بوهلال بأنه «جندي من جنود الخلافة»، ما جعله بمثابة تبنٍ أو تأييد كون الأسلوب الذي اتبعه بوهلال مطابقاً للدعوة التي أطلقها التنظيم لاستخدام كل الوسائل الممكنة لقتل «الكفار».