أبدى عدد من خريجي كلية المعلمين، الذين تم تعيينهم أخيراً، ضمن ستة آلاف معلم على مستوى المملكة، وجاء ترشيحهم في إدارة تعليم المنطقة الشرقية، استغرابهم من قرار الإدارة، الذي يُطالبهم بمراجعتها «في الفترة من 9/10/1431 ه وحتى 13/10/1431ه» من أجل توقيع العقود وتوزيع خطابات التوجيه للمدارس، وأوضح القرار أن موعد بدء العمل «بداية مباشراتهم ستكون السبت 16/10/1431ه»، أي مع أول يوم دراسي في العام المقبل. وذكر محمد إسماعيل أحد الخريجين المعينين في الشرقية، أن معظم إدارات التعليم على مستوى المملكة طالبت خريجي كليات المعلمين الجدد المعينين فيها ب «ضرورة المراجعة قبل الموعد المحدد في الشرقية بأكثر من شهر»، وضرب المثل بإدارة الزلفي التي حثت خريجي كليات المعلمين المعينين فيها على مراجعتها «اعتبارا من يوم السبت الموافق 5/8/1431ه». وأشار إلى أن هناك إدارات «وجّهت معلميها وانتهت من إجراءاتهم، مثل إدارة الرس التي أعلنت أسماء المعلمين ومدارسهم الجمعة الماضي». وتساءل زميله حسين الناصر «أين استمارة الرغبات التي يقوم الخريج بتعبئتها بنفسه، وتحتوي على عشر رغبات مسلسلة وفق رؤيته ورغبته في الأماكن التي يريد أن يُعين بها وموقعها؟». ويضيف «هل ستتمكن إدارة تعليم الشرقية من تفريغ تلك الاستمارة في ثلاثة أيام فقط، بناء على الموعد المحدد من جانبها، حيث آخر يوم لمراجعة الخريجين هو 13 شوال، والمباشرة ستكون 16 شوال؟». وأوضح فهد القحطاني (أحد المعينين الجدد)، «ربما يكون في نية تعليم الشرقية حرماننا من كتابة الرغبات ليكون توزيع الخريجين على أماكن عملهم عشوائياً». ولفت الخريجون أن الموعد المحدد من جانب تعليم الشرقية يحتوي على العديد من السلبيات، منها «أنه ليس في صالح العملية التعليمية، إذ كيف يتمكن معلم من الاستعداد للعام الدراسي الجديد، الذي يحتاج لنحو أسبوع على الأقل، في حالة أنه مثلاً من سكان الأحساء وجاء تعيينه في الخفجي، وعلم ذلك قبل بدء الدراسة بيوم أو يومين»، بحسب القحطاني. وأضاف الناصر «هل بإمكان ذلك الخريج أن يحصل على سكن في الخفجي في يوم ويجهزه حتى يبدأ العام الدراسي؟ وما الحل إذا كان هذا الخريج سيصطحب معه عائلته؟!»، وستكون الحالة أصعب «أن يكون الخريج من الجنوب وتم توزيعه في الخفجي أو النعيرية». وأشار الخريجون إلى وجود عرف درجوا على القيام به دوماً في حالة التعيين خارج مناطق إقامتهم، وذلك في أنهم يرتبون سكناً مشتركاً يجمع أبناء المنطقة أو الحي أو القرية الواحدة، تخفيضاً للتكاليف، إذ يعمد كل أربعة إلى تأجير شقة بالقرب من المدرسة التي تم التوزيع عليها، وذلك بالاستعانة بأحد الأصدقاء القدامي المتواجدين هناك، لافتين إلى أن «تربية الشرقية تأبى ذلك، وكأن لسان حالها يقول: (لا مساعدة للمعلمين الجدد)»، مدللاً كلامه بما «قامت به إدارة التعليم في تبوك، التي أتاحت للمعلمين تسجيل رغباتهم عبر موقعها الإلكتروني أو من طريق إرسال استمارة الرغبات عبر الفاكس، تيسيراً على المعلمين والمساهمة في إنجاز تعيينهم وتحقيق رغباتهم وفق الآليات المحددة لذلك». وتساءل بعضهم «هل لوفاة زملائنا الستة في حادثة القطيف دخل بهذا القرار». وطالب الخريجون مدير إدارة التربية والتعليم في الشرقية الدكتور عبد الرحمن المديرس ب«تغيير الموعد ليكون في شهر شعبان الجاري، حتى يجهز كل خريج نفسه، ويعرف مكانه ليقوم بالاستعداد للعام الدراسي مبكراً»، منوهين بضرورة «تحقيق رغباتنا عبر استمارة الرغبات ووفق اللوائح المنظمة لها».