أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة أن إسرائيل لن تتعاون مع «فريق الخبراء» الذي عيّنه مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في ما اذا كان الهجوم الاسرائيلي آخر أيار (مايو) الماضي على «اسطول الحرية» الذي كان يحمل المساعدات الى غزة وأودى بحياة تسعة ناشطين اتراك، ينتهك القانون الدولي، ما يعني أنها ستمنع أعضاءه الثلاثة من دخول إسرائيل ومنها إلى قطاع غزة. وسوغت المصادر موقفها بالادعاء أن مجلس حقوق الإنسان «مصاب بهاجس العداء لإسرائيل والمثابرة في اتخاذ قرارات مناوئة لها»، وأن التعاون مع الفريق سيمنح الشرعية لهذا المجلس «وهو ما لا تريده إسرائيل». ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» القريبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية عن مسؤول كبير في مكتب الأخير قوله إنه «يمكن القول في شكل شبه اكيد إن إسرائيل لن تتعاون مع فريق الخبراء، هذا فريق منحاز مع تفويض متحيز أقامه مجلس يتعاطى مع إسرائيل في شكل منهجي وهوَسيّ بكل معنى الكلمة». وفي موازاة هذا الرفض الذي قد يعلن عنه رسمياً الأسبوع الجاري، ستعلن إسرائيل استعدادها للتعاون مع الفريق الذي سيعيّنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برئاسة رئيس حكومة نيوزيلندا السابق جيفري بالمر وعضوية الولاياتالمتحدة وإسرائيل وتركيا، لفحص الاستنتاجات التي ستتوصل إليها اللجنة الإسرائيلية لفحص حادث اعتراض سفن «أسطول الحرية» برئاسة القاضي المتقاعد يعقوب تيركل. وكانت الحكومة صادقت أمس على ضم أعضاء جدد للجنة تيركل بناء لتوصية الأخير. وكان نتانياهو بحث خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، قبل ثلاثة أسابيع تشكيل «فريق بالمر» مع الأمين العام، وحاول إقناعه بإرجاء قراره تعيين الفريق إلى حين انتهاء لجنة تيركل من عملها. واستعرض أمامه التسهيلات التي أدخلتها إسرائيل على حصارها قطاع غزة. تحذير للحكومة اللبنانية في غضون ذلك، واصلت إسرائيل تحذيراتها للحكومة اللبنانية من سماحها لسفينتي مساعدات لبنانيتين بالإبحار نحو القطاع. والتقت تصريحات وزراء في الحكومة مع التحذيرات التي أطلقها مساء أول من أمس وزير الدفاع ايهود باراك من أن اسرائيل ستعترض أي سفينة تكون جزءاً من اسطول ينطلق من لبنان متوجهاً الى قطاع غزة، واعتباره هذا الإبحار «عملاً استفزازياً». وتحدث الوزراء عن ان الحديث هذه المرة هو عن سفن «من دول معادية». وادعت أوساط إسرائيلية أن وراء سفينتي «جوليا» و «جونيا» تقف سورية و «حزب الله» اللذان يشجعان إبحار السفينتين لحرف بصر العالم عن النشر القريب للقرار الظني المحتمل من الادعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وعزت أوساط إسرائيلية دعوة الأممالمتحدة على لسان الناطق باسمها مارتين نسيركي المنظمات التي تسعى إلى إرسال مواد إغاثية إلى قطاع غزة أن تقوم بذلك من طريق البر، إلى تدخل هادئ وضغط مارسته الولاياتالمتحدة على الهيئة الدولية لرغبة الأولى في منع تصعيد في المنطقة قد يشوش جهودها لإطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ... وسفن اخرى من ليبيا وعُمان وقطر وتحدثت صحيفة «هآرتس» عن سفن أخرى قد تنطلق نحو غزة، من ليبيا وعُمان وقطر، وقالت ان وراء هذه السفن تقف حركة «الأخوان المسلمين» في هذه الدول. وأضافت أن إسرائيل بأذرعها الأمنية المختلفة تراقب منذ أسابيع التطورات المتعلقة بتنظيم لإبحار هذه السفن نحو القطاع. إلى ذلك، أضافت الصحيفة أن سلاح البحرية الإسرائيلية استخلص العبر من نتائج اعتراضه الدموي للسفن التركية قبل نحو شهرين، وانه يعتزم اعتراض السفن الجديدة التي تقترب من المياه الإقليمية الإسرائيلية بخراطيم مياه وبوسائل «لا تقتل» ولم يتم استخدامها لاعتراض أسطول السفن التركية، على رغم أنه تم التخطيط لاعتراض هذه أيضاً بخراطيم المياه.