دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير اليوم (الخميس)، خصمه ونائبه رياك مشار إلى الحوار لإنقاذ اتفاق السلام في البلاد، في حين دخلت قافلة عسكرية أوغندية من ألفي عسكري أراضي جنوب السودان لإجلاء أوغنديين علقوا في جوبا إثر المعارك الأخيرة. وقال كير في حديثه العلني الأول منذ إعلان وقف إطلاق النار مساء الإثنين «أريد ان يكون د. رياك مشار، النائب الأول لرئيس الجمهورية، بقربي كي نخط معاً الطريق قدماً (...) لا أريد مزيداً من سفك الدماء في جنوب السودان». وأدلى كير بتصريحاته في القصر الرئاسي الذي بدت عليه آثار الرصاص وبدت قربه سيارات مدمرة جزئياً ما يشهد على عنف المعارك التي دارت مساء الجمعة في المكان. ووقف إلى جانب كير المسؤول عن مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الرئيس البوتسواني السابق فيستوس موغاي الذي دعا بدوره إلى الحوار، والمبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي والرئيس السابق لمالي الفا عمر كوناري. وقال ناطق في تصريح من أديس أبابا إن مشار الذي «دمرت» قاعدته يختبىء غير بعيد من جوبا، مضيفاً أن حياته «في خطر». ولم تصدر أي حصيلة لمعارك الأيام الأربعة لكن معظم المصادر تتحدث عن «مئات» القتلى من عسكريين ومدنيين وبينهم صينيان من عناصر الأممالمتحدة. وعلى رغم أن وقف إطلاق النار المعلن مساء الاثنين من كير ومشار لا يزال صامداً الخميس في جوبا، قال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة ايرفي لادسو أمس إنه «قلق جداً» لاحتمال تجدد المعارك ومن احتمال أن «تمتد إلى مناطق أخرى». وفي نيمولي على بعد 200 كلم جنوبجوبا، قدرت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين بحوالى 20 ألفاً عدد النازحين الذين يرغبون في اجتياز الحدود إلى أوغندا إثر المعارك الأخيرة. لكن جيش جنوب السودان يجبرهم على العودة إلى أدراجهم، وفق شهادات جمعتها «فرانس برس». وفي نيمولي عبرت قافلة من خمسين شاحنة أوغندية محمية من ألفي جندي وعربات مدرعة مجهزة برشاشات ثقيلة، صباح اليوم الحدود إلى جنوب السودان لتأمين الطريق إلى جوبا. وقال رئيس أركان جيش البر الأوغندي ليوبولد كياندا «ننوي الذهاب إلى جوبا لإجلاء 3000 أوغندي عالقين نتيجة المعارك، لكن هذا العدد يمكن أن يرتفع، لأننا سنقوم بإجلاء كل من يريد المغادرة، أياً تكن جنسيته. وقد نقوم أيضاً بإجلاء مواطنين من جنوب السودان». وأضاف «جوبا آمنة وهادئة تماماً حالياً ونحن لا نتوقع أي مشكلة. المشكلات يمكن أن تظهر على الطريق حيث يوجد بعض الخارجين عن القانون». وترافق القافلة معدات لإقامة مخيم وأدوات مطبخية، وهذا ما يحمل على الاعتقاد بأن الجيش الأوغندي قد يبقى يومين أو ثلاثة، إذا اقتضت الضرورة.