أعلنت سيول أمس أن نظام «ثاد» الدفاعي الأميركي المضاد للصواريخ، الذي أغضب كوريا الشماليةوالصين، سيُنشر في بلدة زراعية ريفية جنوب شرقي كوريا الجنوبية، ما أثار استياء السكان القلقين من أخطار صحية محتملة. وكانت سيول وواشنطن أعلنتا الجمعة الماضي قراراً نهائياً بنشر النظام في كوريا الجنوبية، وأكدتا أنه سيُستخدم فقط لمواجهة الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية. لكن الصين تخشى أن يتمكّن هذا النظام من تعقّب قدراتها العسكرية، كما تعتبره روسيا مسّاً بمصالحها. وهدد الجيش الكوري الشمالي بردّ، فور تحديد مكان نشر «ثاد» وموعده. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن نظام «ثاد» سيُنشر في مقاطعة سونغجو جنوب شرقي البلاد، مضيفة أن ذلك سيتيح «تأمين حماية أفضل لما يتراوح بين نصف وثلثَي مواطنينا، من التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية». وتابعت أن هذا النظام «سيعزّز في شكل كبير القدرات العسكرية والاستعداد للدفاع عن البنية الأساسية القومية الحساسة، مثل المحطات النووية ومنشآت تخزين النفط، وكذلك قوات التحالف الكوري الجنوبي - الأميركي العسكرية». وأشارت إلى أنها تستهدف تشغيل النظام بحلول نهاية عام 2017. وأوردت وسائل إعلام كورية جنوبية أن نشر نظام «ثاد» الذي تنتجه شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية، في سونغجو سيتيح أيضاً حماية المنشآت العسكرية الأميركية الرئيسة في كوريا الجنوبية، علماً أن للولايات المتحدة حوالى 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية، وستموّل نشر هذا النظام. وأبلغ وزير المال الكوري الجنوبي يو إيل هو البرلمان أن الحكومة تضع خططاً طارئة، في حال اتخذت الصين إجراءً رداً على نشر «ثاد». واستدرك مستبعداً حدوث «رد كبير في ما يتعلق بالاقتصاد»، فيما كرّر ناطق باسم الخارجية الصينية احتجاج بلاده على نشر النظام، وزاد: «ستتخذ الصين الإجراءات اللازمة بكل حزم، لحماية مصالحنا». وقالت مسؤولة في مقاطعة سونغجو إن مفوّض المقاطعة مُضرب عن الطعام، احتجاجاً على نشر النظام. وزار سكان مقرّ وزارة الدفاع في سيول أمس، احتجاجاً. وأثار نواب تساؤلات في شأن التأثير الصحي المحتمل لنظام الرادار، إذ أن سكان سونغجو قلقون على محصول المقاطعة من الشمّام، والذي يشكّل 70 في المئة من إنتاج البلاد. وقالت المسؤولة: «مزارعونا في حال يأس».