سيرفرف العلم الفلسطيني على جادة كونيتيكت في العاصمة الأميركية بعد قرار من ادارة الرئيس باراك أوباما رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي الفلسطيني لديها، ومنح بعثة منظمة التحرير صفة «مفوضية عامة»، وذلك في اطار خطوات تهدف الى تشجيع الرئيس محمود عباس على الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل بدلاً من التلويح بخيار الدولة الواحدة. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن الوزارة «عدلت الشروط التي تعمل ضمنها (بعثة) منظمة التحرير الفلسطينية»، والتي أصبح اسمها اليوم «المفوضية العامة». واوضح: «بات يسمح للعلم الفلسطيني بأن يرفرف» فوق مكابتها، لافتاً الى أن «التغيير يتطابق مع الصفة التي تستخدمها بعثات منظمات التحرير الفلسطينية في أوروبا وكندا ودول أميركا اللاتينية». من جانبه، أكد رئيس المفوضية الفلسطينية في واشنطن معن عريقات أن القرار جاء بعد استشارات مطولة في وزارة الخارجية الأميركية، وأنه سيسهّل العمل الديبلوماسي ويزيد من امتيازات البعثة. وأضاف في بيان رسمي: «آمل في أن تكون هذه الترقية مؤشراً الى إصرار الولاياتالمتحدة على لعب دور ناشط في إنهاء احتلال السنوات ال 43 الماضية للأراضي الفلسطينية من جانب اسرائيل، والوصول الى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية». وكان موقع «هآرتس» الالكتروني افاد امس ان القرار الاميركي جاء في رسالة رسمية وجهتها وزارة الخارجية الى مدير مكتب المنظمة في واشنطن الثلثاء الماضي ابلغته فيها استجابتها الطلب الفلسطيني في هذا الشأن. ونقل الموقع عن الناطق باسم البيت الابيض ثوماس فيتور قوله: «هذا القرار يعكس ثقتنا بأنه عبر المفاوضات المباشرة نستطيع ان نحقق حل الدولتين ... يجب ان نبدأ بالإعداد لذلك الآن، ونحن نواصل العمل مع الشعب الفلسطيني من اجل مستقبل افضل». واضاف الموقع ان الاميركيين بدأوا بالتفكير جديا قبل اسبوعين في رفع مستوى العلاقات كخطوة من بين خطوات عدة ينوون تنفيذها من اجل تشجيع الرئيس عباس على الانتقال الى المفاوضات المباشرة. ويأتي القرار الاميركي في وقت تعتري السلطة الفلسطينية حالة من اليأس من امكان تحقيق «حل الدولتين» تتزامن مع تلويح الرئيس عباس بحل الدولة الواحدة من خلال سلسلة اشارات صدرت عنه في محافل دولية واقليمية ومحلية، وذلك لتذكير اسرائيل بأن حل الدولتين غير المقبول لديها في هذه المرحلة ربما يعتبر الاسهل عليها مستقبلا والأقل كلفه للدولة العبرية التي تسعى الى الحصول على اعتراف دولي وعربي وفلسطيني بيهوديتها. وكان عباس نقل لأوباما خلال لقائهما الاخير في البيت الابيض ان اصواتا فلسطينية باتت تطالب ب «العمل على حل الدولة الواحدة بعد ان اسقطت اسرائيل حل الدولتين وجعلته غير ممكن بفعل التوسع الاستيطاني الذي يمزق الارض ويجعل من اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا امرا متعذرا»، وهو أمر كرره عباس لدى مخاطبته قادة اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة في تلك الزيارة. وأخيرا، اختار الرئيس الفلسطيني احد قادة مجموعة «تكامل» التي تدعو إلى اقامة دولة واحدة على ارض فلسطين التاريخية، ليشرح للمبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل السبت الماضي في رام الله عن خيار الدولة الواحدة بعد «سقوط خيار الدولتين».