كابول - أ ف ب - أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى باكستانوأفغانستان، ريتشارد هولبروك، أن «لا حل في أفغانستان من دون مشاركة باكستان» المحرك الرئيسي للاستقرار الإقليمي، معلناً أن التركيز ينصب على الاندماج بين حكومة الرئيس حميد كارزاي و «طالبان»، والذي «يختلف عن المصالحة التي نملك خطوطاً حمراً» حيالها. تزامن ذلك مع تجميد وزارة الخزانة الأميركية أصول ثلاثة أشخاص مرتبطين ب «طالبان»، في حين جرح 20 شخصاً على الأقل بينهم مرشح للانتخابات الاشتراعية المقررة في أيلول (سبتمبر) المقبل في انفجار قنبلة داخل مسجد شرق أفغانستان. وردّ هولبروك على سؤال «الحياة» خلال لقاء في لندن عن كيف يمكن أن تثق الولاياتالمتحدة بالاستخبارات الباكستانية التي يتهمها مسؤولون أميركيون بالارتباط ب «شبكة حقاني» المتهمة بدورها بتنفيذ عمليات قتل وتفجير على غرار العملية التي استهدفت السفارة الهندية في كابول قبل شهور، وقال: «باكستان مركز الدفع في المسار نحو تحقيق استقرار استراتيجي وسلام في جنوب آسيا، لذا يجب العمل عن قرب، بقدر المستطاع، مع إسلام آباد». ووصف العلاقة مع باكستان بأنها «معقّدة جداً، لكنها لا يمكن الاستغناء عنها»، مشيراً الى أن الجميع يتكلم عن إعداد الجيش الباكستاني لهجوم ضد شبكة حقاني في شمال وزيرستان». وأوضح أن الولاياتالمتحدة تدعم عملية مصالحة يقودها الأفغان بأنفسهم، ما يعني أنه يجب أن نعرف ماذا يحصل في شأنها. ولدينا خطوط حمراء قوية: أي شخص يشارك في العملية يجب أن يقطع علاقته بالقاعدة علناً ويُلقي سلاحه، ويقبل بالدستور الأفغاني والنصوص الواردة فيه على صعيد حقوق الأقليات». وأضاف: «لا نستطيع أن ننجح في أفغانستان بمجرد انتهاج سياسة عسكرية تقضي بقتل كل من يقاتل إلى جانب طالبان. وبالنسبة إلى قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال دايفيد بترايوس تشكل سياسة إعادة الاندماج، مفتاح تنفيذ حملة ناجحة ضد التمرد، وأنا أشاركه في هذا الرأي». في غضون ذلك، جمدت وزارة الخزانة الأميركية أصول ثلاثة أشخاص، هم: غل آغا إشاكزاي وأمير عبد الله وناصر الدين حقاني الذين قالت إنهم «زعماء في حركة طالبان الأفغانية، وجماعات إرهابية تابعة لها». ويشتبه بأن إشاكزاي يرأس اللجنة المالية في «طالبان»، في حين يعتبر عبد الله أمين الصندوق السابق في الحركة وحقاني الموفد السابق لشبكة حقاني التابعة للحركة. ميدانياً، قتل 20 شخصاً على الأقل بينهم مرشح للانتخابات الاشتراعية يدعى سيد الله سعيد، في انفجار قنبلة داخل مسجد بقرية بهرام خيل في ولاية خوست (شرق) المجاورة لمنطقة القبائل الباكستانية والتي يتسلل إليها متمردو «طالبان» وحلفاؤهم بكثافة. وأعلن مسؤول أمني أن المرشح الجريح في حال خطرة، علماً أن الحملة الانتخابية بدأت في 23 حزيران (يونيو) الماضي.