اجتهدت أكثر من 100 أسرة في منطقة تبوك لتبرهن على قدرتها على إنتاج أصناف من الأدوات المميزة، عبر المهرجانات السياحية التي أقيمت في المنطقة هذا الصيف، إذ عرضت عدداً من المشغولات اليدوية التقليدية المستمدة من عناصر البيئة المحلية مثل «السدو والخوص»، وأضفت عليها قوالب حديثة كحاملات الصور ودفاتر الذكريات، إضافة إلى منتجات سعف النخيل مثل المراوح اليدوية»، والمصنوعات الجلدية لتبريد الماء، والمأكولات الشعبية كالإقط والسمن، وغيرها. وقالت إحدى المنتجات «أم سليمان»: «تعودت منذ سنوات على بيع إنتاجي في منزلي بثمن زهيد لا يغطى الكلفة في بعض الأحيان، إلا أنني وبعد المشاركة في المهرجانات السابقة أصبح على إنتاجي طلب مميز بل وحقق لي دخلاً مقنعاً»، مشيرة إلى أنها تبحث عن عرض لمنتجاتها بشكل دائم في محال المصنوعات الصوفية كأدوات ركوب الهجن وغيرها، فيما ذكرت العنود العنزي أن بيع منتجاتها المختلفة فتح لها باب رزق، ومنح فرصة للجيل الجديد للاطلاع على أعمال من سبقهم. ولفتت «أم محمد» إلى أنها مشاركتها في المهرجانات والفعاليات المتنوعة مكن الكثيرين من مشاهدة إنتاجها وشرائه، وفي الوقت نفسه مكن المنتجات من التواصل المستمر مع المشترين والتعرف على ذائقتهم، وقالت: «قمنا بتطوير منتجاتنا بألوان وتصاميم جديدة وبأحجام مختلفة تناسب جميع الأذواق وتواكب متغيرات العصر مثل صناعة ثوب الجوال والميداليات المتنوعة والورود المختلفة والشنط الصغيرة للفتيات». وذكرت أم سعود أن العمل في تنفيذ الأعمال اليدوية، خصوصاً «السدو» يحتاج إلى وقت طويل، ولكنه يعطي خصوصية وتميزاً، وسعره مرتفع بعض الشيء، وقالت: «قمنا أخيراً بعمل عينات من «السدو» للمشاركة في المهرجانات بأسعار زهيدة، وأتمنى أن تكون هناك مواقع دائمة ترعى الإنتاج وتتيح الفرصة لعدد أكبر من النساء الحرفيات لتقديم منتجاتهن للمهتمين بهذا التراث». وقالت إحدى العاملات في مجال الخوص حليمة صالح: «شاركنا هذا العام في أكثر من فعالية، استفدنا منها مادياً، وعرفت الجمهور أكثر بتراثنا الذي نصنعه من خوص النخل مثل السلال التي تستخدم كأوعية لحفظ حاجيات المنزل أو لتقديم الأطعمة أو سجاجيد الصلاة والحقائب»، مضيفة أن إنتاج نماذج حديثة من «الخوص» كحاملة أدوات التنظيف والحلويات وبراويز الصور، إضافة إلى حاملات أقلام ودفتر الذكريات لحفلات الأعراس لاقت استحسان الزوار، خصوصاً أن أسعارها تراوح ما بين 5 و120 ريالاً. من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة في المنطقة ناصر الخريصي أنه خلال إجازة الربيع ومهرجان أملج والمهرجان الزراعي تم رصد نمو كبير في مبيعات الأسر المنتجة، ولاسيما الأطعمة الشعبية والملابس التقليدية والبسط والأدوات المنزلية، مشيراً إلى أنه سيتم التعاون مع جهات أخرى لإيجاد أماكن مناسبة لمبيعات الأسر سواء في المهرجانات أو المعارض التجارية التي تنظمها الغرفة التجارية الصناعية ليكون إنتاجها موجوداً بشكل دائم طوال العام.