أثارت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لإسرائيل أمس، ردود أفعال واسعة في القاهرة، وأعلن برلمانيون أنهم سيستدعون شكري إلى مجلس النواب لمعرفة أسباب الزيارة المفاجئة ونتائجها. وكان شكري قام أمس بزيارة لإسرائيل هي الأولى لوزير خارجية منذ عام 2007، ووصفتها وزارة الخارجية المصرية بال «المهمة» و «تهدف الى توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية». وأجرى شكري محادثات مطولة خلال الزيارة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تناولت العديد من الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد قال إن المحادثات ستعنى بالتركيز على القضية الفلسطينية وكيفية تفعيل قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات والتفاهمات التي سبق أن توصل إليها طرفا النزاع، ووضع أسس ومحددات لتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيداً لخلق بيئة مواتية داعمة لاستئناف المفاوضات المباشرة بينهما بهدف الوصول إلى حل شامل وعادل ينهي الصراع ويحقق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. واعتبر أن زيارة شكري لإسرائيل تأتي في توقيت مهم بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في شأن أهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل. وربط بين الزيارة وفعاليات أخيرة ذات صلة، من بينها محادثات شكري في رام الله في 29 حزيران (يونيو) الماضي، وانعقاد المؤتمر الوزاري الخاص بعملية السلام في باريس في الثالث من حزيران (يونيو) الماضي، وصدور تقرير اللجنة الرباعية الدولية. ولفت إلى أن زيارة إسرائيل تأتي وسط جهود إقليمية ودولية تهدف الى تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات، وتوجيه دفعة لعملية السلام من خلال إعادة وضع القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام الدولي بعد فترة من الجمود. وربطت مصادر عدة بين الزيارة وجولة نتانياهو الإفريقية، وكذلك ملف نقل حطام الطائرة المصرية المنكوبة التي سقطت في البحر في حزيران (يونيو) الماضي وتم العثور على أجزاء منها عند شواطئ إسرائيل. وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الدكتورة أنيسة حسونة، إن اللجنة طلبت حضور شكري الأسبوع المقبل لبحث ملفات مهمة، من بينها أزمة إيطاليا وتصعيد قضية جوليو ريجيني، وزيارة نتانياهو لدول حوض النيل في أفريقيا، وزيارته لإسرائيل، موضحة أنها تعتبر الزيارة في إطار توجهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتوصل الى حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية. وأشارت إلى اتصالات بين الجانبين سبقت الزيارة تتعلق بالتسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، ما يشير إلى انفراجة في هذا الملف. من جهة أخرى، كشف النائب مصطفى بكري أن البرلمان فوجئ بالزيارة بعد سفر نتانياهو لأفريقيا، ومحادثاته مع دول حوض النيل. ورأى أن الزيارة تهدف حتماً الى الإطلاع على ما جرى في أفريقيا، بالإضافة إلى متابعة تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة، مؤكداً أن مثل هذه الزيارات المفاجئة يتوجب بعدها أن يأتي وزير الخارجية إلى مجلس النواب لشرح أسبابها ونتائجها. واعتبر النائب عماد جاد الزيارة عادية، ولا تمثل أي مشكلة على الإطلاق، مشيراً إلى تعاون مصري- إسرائيلي في مجالات عدة. ولاحظ بدوره أن جولة نتانياهو في إفريقيا كانت عاملاً مهماً في توقيت الزيارة.