تماسكت أسعار الأسهم الأوروبية أمس، إذ تلقت السوق دعماً من ارتفاع أسهم قطاع التعدين على خلفية زيادة أسعار المعادن على رغم أن بعض مؤشرات الأسهم الكبرى ظلت مهيأة لتسجيل أسوأ أسبوع في نحو خمسة أشهر. وارتفع مؤشر «ستوكس يوروب» 600 بنسبة 0.05 في المئة غير أنه منخفض أكثر من ثلاثة في المئة منذ بداية هذا الأسبوع وما زال باتجاه تسجيل أكبر هبوط أسبوعي بالنسبة المئوية منذ منتصف شباط (فبراير). غير أن مؤشر «ستوكس يوروب 600» للموارد الأساسية ارتفع 1.1 في المئة ليتصدر قائمة القطاعات الرابحة بعدما زادت أسعار المعادن الصناعية الكبرى. وارتفع مؤشر «فاينانشيال تايمز» البريطاني بدعم أيضاً من أسهم شركات التعدين على رغم هبوط المؤشر الخاص بالأسهم المتوسطة الحجم الذي يركز أكثر على السوق المحلية بفعل زيادة الإشارات على الأضرار الاقتصادية الناتجة عن تصويت البلاد لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. وزاد المؤشر 0.1 في المئة إلى 6541.11 نقطة. وتراجعت مؤشرات «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية و «كاك 40» الفرنسي و «داكس» الألماني فتحت منخفضة 0.3 في المئة. وفي تطور قد يضغط على الأسهم البريطانية أظهر مسح أن ثقة المستهلكين البريطانيين هبطت بأسرع وتيرة في 22 عاماً بعدما صوت الناخبون في استفتاء الشهر الماضي لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وأشار المسح الذي أجرته شركة «جي إف كيه» لبحوث السوق ونشرته صحيفة «ديلي تلغراف»، إلى أن معنويات المستهلكين هبطت إلى -9 في أعقاب الاستفتاء الذي أجري في 23 حزيران (يونيو) من -1 في المسح الشهري السابق وهو ما يمثل أكبر هبوط في الثقة منذ ديسمبر كانون الأول 1994. وأعلن مكتب الإحصاءات القومي البريطاني أن صادرات المملكة المتحدة سجلت انخفاضاً في أيار (مايو) إلا أن هبوط سعر الجنيه الاسترليني عقب التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى انتعاش التجارة في الأشهر المقبلة. وبلغت صادرات بريطانيا 23.7 بليون جنيه إسترليني في أيار، بانخفاض عن 2.1 بليون في الشهر الذي سبق. وأظهرت بيانات أن الصادرات الألمانية هبطت على غير المتوقع في أيار مسجلة أكبر انخفاض شهري في تسعة أشهر في حين ارتفعت الواردات بوتيرة أقل من المتوقع، في إشارة جديدة على أن أكبر اقتصاد في أوروبا فقد زخم النمو في الربع الثاني. وانخفضت الصادرات في القراءة المعدلة في ضوء العوامل الموسمية 1.8 في المئة خلال الشهر وفق بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي وهو أكبر هبوط شهري منذ آب (أغسطس) 2015، كما أنه يقل عن التوقعات التي جاءت في مسح لوكالة «رويترز» بتسجيل ارتفاع نسبته 0.25 في المئة. وهبط مؤشر «نيكاي» القياسي لأسهم الشركات اليابانية متأثراً بحال الحذر قبيل صدور تقرير حول الوظائف في الولاياتالمتحدة في وقت لاحق أمس، في وقت عوض فيه الين خسائره السابقة واتجه إلى الصعود. وانخفض المؤشر 1.1 في المئة إلى 15106.98 نقطة. وخسر المؤشر 3.7 في المئة خلال الأسبوع الذي شهد عودة ظهور المخاوف في شأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ما أضر بالأسهم العالمية. وسجلت المعنويات في قطاع الخدمات الياباني مستوى متدنياً جديداً في حزيران بسبب ارتفاع الين وتراجع أسعار الأسهم بعد تصويت بريطانيا على غير المتوقع لصالح الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي. وأظهر المسح الذي يشمل عمالاً مثل سائقي سيارات الأجرة وعمال المطاعم والفنادق، أن ثقتهم تراجعت بواقع 1.8 نقطة عن الشهر السابق إلى 41.2 في حزيران. وفي مؤشر قد ينعكس إيجاباً على الأسهم الآسيوية، أعلن اتحاد شركات سيارات الركاب الصيني أن مبيعات سيارات الركاب في الصين زادت بنسبة 19.4 في المئة في حزيران مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وأضاف الاتحاد في بيان نشر في موقعه على الإنترنت أن إجمالي مبيعات التجزئة لسيارات الركاب الشهر الماضي بلغ 1.7 مليون سيارة. وفتحت بورصة وول ستريت مرتفعة بعد نشر بيانات فاقت توقعات خبراء الاقتصاد بهامش كبير حول الوظائف في الولاياتالمتحدة في حزيران بما هدأ المخاوف التي أحدثها تقرير ضعيف لشهر أيار. وأظهرت البيانات أن الاقتصاد الأميركي أضاف 287 ألف وظيفة في القطاعين العام والخاص في حزيران مقابل 175 ألفاً في توقعات خبراء الاقتصاد. وارتفع مؤشر «داو جونز الصناعي» بواقع 128 نقطة أو ما يعادل 0.72 في المئة إلى 18023.88 نقطة. وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز» 13.41 نقطة أو ما يعادل 0.64 في المئة إلى 2111.31 نقطة. وصعد مؤشر «ناسداك المجمع» بواقع 28.56 نقطة أو ما يوازي 0.59 في المئة إلى 4905.37 نقطة.