اتفق أعضاء لجنة تحكيم جائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية السعودية في دورتها الأولى لعام 2009 على فوز رواية (ما تبقى من أوراق محمد الوطبان) الصادرة عن دار طوى للنشر والطباعة للكاتب محمد الرطيان. وأوضح عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي الأمين العام عبدالله الحربي أن أعضاء لجنة التحكيم أصدرو بياناً تضمن أن حكمهم ارتكز على معايير نقدية وجمالية تتعلق باللغة وبالتقنيات وبنية السرد وثراء الموقف الإنساني والتشكيل الجمالي والرؤية وأسلوب المعالجة، وأظهرت تلك المعايير حين تطبيقها تميز رواية الرطيان، بخاصة في تماسكها الكلي لُغةً، وسياقاً للأحداث وتوافر السلاسة السردية على رغم لجوء الكاتب إلى التقطيع ونبذ التسلسل التقليدي. وجاء بناء الرواية متماسكاً لم يعتريه أي خَلَل يُصيب القارئ بالنكوص، أو يدفعه لإعادة قراءة ما سبَق مما يدل على وعي كتابيّ متقدم لا ينبهر بلعبة الشكل ويُفرط بكليّة العمل. وقال الحربي: جاء في البيان ما نصه «تفرّدت رواية (ما تبقى من أوراق محمد الوطبان) بحميمية ودفء الخصوصية في كتابة الأوراق الشخصية بأسلوب بسيط ومرح، لكنه ساخر مرير. كما تميزت الرواية بقدرتها على رصد تحولات المكان في حقب زمنية مختلفة، وعلى كشف تشظي شخصية الإنسان وتناقضاته عبر مجموعة أقنعة، ورفع وتيرة التضاد بين الشخصية المحورية وشخصية الرقيب، ثم تُوجّت مقدرة الكاتب بتلك اللعبة السردية المبتكرة التي تدفع النص إلى التأرجح بين عالم الواقع والخيال وإبقائه في حالة تأرجح حتى النهاية». وأشار إلى أن لجنة التحكيم التي قررت فوز رواية الرطيان مكونة من لمياء باعشن (رئيسة اللجنة) ومعجب الزهراني، ومحمد الشنطي، وإلياس فركوح، ومحمد العباس، ويوسف المحيميد. يذكر أن القائمة القصيرة التي أعلنها النادي في وقت سابق شملت أربع روايات هي: (ما لم تقله نوف) لعزة السبيعي، و( تقرير إلى يوليوس قيصر) لعلى الشدوي، و(شغف شمالي) لفارس الهمزاني، و(ما تبقى من أوراق محمد الوطبان) لمحمد الرطيان. وسيحصل الفائزة الأول (الرطيان) على 70 ألف ريال، فيما ستحصل الروايات الثلاث الباقية على 10 آلاف ريال لكل رواية روايات القائمة القصيرة. من جهته، أوضح رئيس مجلس إدارة نادي حائل الأدبي المستقيل محمد الحمد أن الجائزة ستسلم في حفلة ختامية برعاية الأمير سعود بن عبدالمحسن وبحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة على رأس عدد من المثقفين البارزين الذي لهم إسهامات في الساحة الثقافية السعودية. ولنتكون هذه الحفلة الختامية تتويجاً لنشاط النادي خلال الأربع سنوات الماضية في دورة مجلس إدارة النادي الحالية الذي مدد له سنة خامسة بقرار من وزير الثقافة والإعلام، وأشار الحمد إلى رغبته في عدم الاستمرار في عضويته في مجلس إدارة النادي والاكتفاء بالسنوات التي تم الاتفاق عليها مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، داعياً لزملائه في مجلس الإدارة التوفيق والنجاح. وقال الحمد: سيتم الاعتذار رسمياً للوزارة اليوم (أمس). وكان أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن وجه شكره لرئيس مجلس إدارة نادي حائل الأدبي بعد مبادرة النادي وتسمية جائزة الرواية باسمه، وأثنى أمير حائل على الجهود التي يبذلها أعضاء مجلس إدارة النادي لخدمة الثقافة والمثقفين بحائل.