انضم الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، للمرة الأولى إلى حملة الانتخابات الرئاسية للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، آملاً بأن يمنحها ذلك دفعاً حاسماً في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وشارك الديموقراطيان اللذان تنافسا سابقاً في 2008، جنباً إلى جنب في تجمع انتخابي في شارلوت بولاية كارولينا الشمالية يعتبر الأول في سلسلة لقاءات بولايات محورية يفترض أن تحشد الناخبين لمصلحة السيدة الأولى السابقة، خصوصاً أولئك من الأقليات الذين يبقون مرتبطين بأوباما بقوة. وستركز كلينتون على إعادة الزخم إلى حملتها الانتخابية بعد سلسلة عثرات بلغت ذروتها السبت الماضي إثر استجواب الشرطة الفيديرالية إياها على مدى أكثر من ثلاث ساعات، في إطار تحقيق حول استخدامها بريدها الخاص، حين كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013. وكتبت على موقع «تويتر»: «أتطلع إلى مواصلة حملتي جنباً إلى جنب مع الرئيس» الذي قد يكون دعمه لها مجدياً، إذ على رغم أن استطلاعات الرأي الوطنية كلها تقريباً تشير إلى انتصارها على ترامب في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لكن الفارق بينهما تقلص في الأسابيع الأخيرة. وتخطط كلينتون أيضاً للقاء مشترك مع نائب الرئيس جو بايدن في ولاية بنسلفانيا الجمعة، لإعادة تركيز حملتها الانتخابية على السياسات الاقتصادية والاجتماعية والخارجية. إلى ذلك، اتهمت كلينتون خصمها الجمهوري بنشر تغريدة «معادية للسامية في شكل صريح»، إثر نشره على «تويتر» صورة مركبة لكلينتون وخلفها أكوام من الأوراق النقدية من فئة المئة دولار وتعلوها نجمة سداسية الأضلع حمراء اللون كتب داخلها عبارة «المرشحة الأكثر فساداً على الإطلاق». وأفادت حملتها بأن «استخدام ترامب صورة معادية للسامية في شكل صريح ومأخوذة من مواقع انترنت عنصرية بهدف دعم حملته الانتخابية يكفي لأن يكون مصدر قلق، فكيف إذا اندرج في إطار منحى عام»، مؤكدة ان «هذا الأمر يجب أن يثير أكبر قدر من القلق لدى الناخبين». ورد ترامب بأن تقديم وسائل الإعلام النجمة على أنها نجمة داود السداسية «سخيف، إذ تشبه النجمة تلك الخاصة بمفوضي الشرطة». ومنذ بدء حملة الانتخابات التمهيدية، أدلى ترامب بتصريحات ونفذ تصرفات دفعت كثيرين إلى اتهامه بالتعصب، بينها دعوته إلى منع المسلمين من دخول الأراضي الاميركية لتدارك هجمات يشنها متشددون إسلاميون، أو تحميله الهجرة غير الشرعية للمكسيكيين إلى الولاياتالمتحدة مسؤولية إدخال مغتصبين ومجرمين إلى الولاياتالمتحدة. وكرر ترامب اتهامه المرشحة الديموقراطية بأنها تستفيد من عدد من الامتيازات، وأنها ضعيفة في مواجهة التهديد الإرهابي، بعد التفجير الانتحاري الذي نفذه تنظيم «داعش» وحصد أكثر من 200 قتيل في بغداد. ووضع ترامب كلاً من أوباما وكلينتون في خانة واحدة، مغرداً: «مع هيلاري وأوباما ستزداد الاعتداءات الإرهابية. أغبياء يرفضون أن يسموا ما هو الإسلام الراديكالي». والتقى ترامب السناتور عن ولاية أيوا جوني إرنست، ما يرجح انضمامها إلى اللائحة القصيرة للمرشحين لشغل منصب نائب الرئيس. وقالت إرنست: أجريت حواراً جيداً مع ترامب، الذي سأستمر في مشاركة وجهات نظري معه في شأن الحاجة لتقوية اقتصادنا والحفاظ على أمن بلادنا وضمان أن تبقى أميركا دائماً دولة قوية ومعززة للاستقرار في العالم». على صعيد آخر، أفاد فرع مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية (كير) في نيويورك بأن شابين مسلمين تعرضا الأحد الماضي إلى ضرب خارج مسجد في بروكلين بنيويورك على يد رجل وجه إليهما عبارات مهينة للمسلمين، وطالب بأن تحقق الشرطة في الحادث باعتباره جريمة كراهية، وهو ما استبعده المحققون. وضرب الرجل أولاً شاباً في ال16 من العمر أثناء استراحة بين الصلوات خارج مركز الجالية المسلمة في بروكلين. وأظهر شريط مصور بثه المجلس، الرجل يوجه لكمات وركلات إلى الشاب الذي كان ممدداً في الشارع، ثم هاجم شاباً آخر مرّ بجواره على دراجة هوائية. وقال المجلس إن تقارير أفادت بأن «الرجل هتف أنتم أيها المسلمون سبب كل مشكلات العالم»، وأنه وصف الشابين بأنهما «إرهابيان». وأشار المجلس إلى أن الشاب البالغ 16 من العمر أصيب بجروح وكدمات، وتورمت إحدى عينيه ونقل إلى مستشفى. وأصيب الشاب الثاني بكدمة في عينه. وكان طبيباً مسلماً أصيب بالرصاص لدى توجهه لأداء صلاة الفجر في مسجد بهيوستن الأحد، في هجوم نفذه ثلاثة رجال. ولم يتضح الدافع وراء الهجوم، لكنه جاء غداة تعرض رجل مسلم آخر للضرب خارج مسجد في فلوريدا.