عشية انعقاد المؤتمر الدولي الخاص بافغانستان في كابول، بمشاركة ممثلي نحو 70 دولة، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحكومة الأفغانية الى المضي قدماً في برنامجها للمصالحة مع مقاتلي حركة «طالبان» المستعدين للتخلي عن العنف. ومن المتوقع ان يطلب الرئيس الأفغاني حامد كارزاي في المؤتمر منح حكومته مزيداً من السيطرة على انفاق 13 بليون دولار من المساعدات الخارجية لاستخدامها في برامج جذب المتمردين وتعزيز النمو الاقتصادي. وقالت كلينتون في إسلام آباد: «ننصح بقوة اصدقاءنا الأفغان بالتفاوض مع أولئك المستعدين للالتزام بمستقبل سلمي، وابداء آرائهم عبر صناديق التعبير السياسي وليس بقوة السلاح»، علماً ان مؤتمر الدول المانحة سيخصص نحو 200 مليون دولار لتمويل برنامج المصالحة وانشاء مراكز تدريب لقدامى المحاربين، وتوفير وظائف وشراء أراضٍ لعناصر «طالبان» الذين يلقون الأسلحة. ويعتبر برنامج السلام والمصالحة في أفغانستان الذي يستهدف مقاتلين غير قياديين يحاربون من أجل المال وليس لدوافع ايديولوجية، من النقاط الأساسية في الاستراتيجية التي تعتمدها كابول وحلفاؤها والأطراف الدولية المانحة للخروج من الأزمة والانسحاب من البلاد، علماً ان الرئيس كارزاي عرض العفو في مقابل استسلام هذه العناصر منذ العام 2005، لكن نداءاته لم تثمر. وستعرض كابول في المؤتمر رؤية موسعة تشمل تعهدات لشعبها وللمجتمع الدولي في مجالات التمويل والقانون وترشيد الحكم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام والمصالحة والأمن والعلاقات الدولية. وأوضح منظم المؤتمر أشرف غني ان «المؤتمر يتطلع الى تحقيق هدفين كبيرين، اولهما اظهار ان الارادة السياسية الافغانية يمكن ترجمتها الى أفعال، والثاني المطالبة بتوزيع جديد للمساعدات الدولية السخية كي نستطيع تحقيق أهدافنا المشتركة في جعل أفغانستان مستقرة آمنة وديموقراطية». ويرى محللون ان «الاقتراحات مسرفة في الأمل ومقلة في التفاصيل»، خصوصاً ان «طالبان» ترفض أي مبادرات سلمية وتصر على القتال حتى انسحاب كل الاجانب. لكن الجميع يتفق على ان الاقتراحات تأتي في وقت حاسم بالنسبة إلى أفغانستان. وقال ديبلوماسيون غربيون إن «الرئيس كارزاي يجب ان يقدم برنامجاً يتعلق بزيادة قدرات الجيش والشرطة، ما يسمح مبدئياً بانسحاب القوات الأجنبية بحلول نهاية 2014، في وقت يزداد تراجع التأييد الشعبي لهذا التدخل. كما يجب ان يلتزم اظهار تقدم كبير على صعيد الشفافية، في وقت تتهم حكومته بالفساد»، ما يدفع الممولين الى التردد في تمرير قسم كبير من المساعدات الدولية عبر الوزارات. ومنذ إطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001، مرت نسبة 20 في المئة فقط من المساعدات الدولية ومقدارها نحو 40 بليون دولار عبر القنوات الحكومية. وعلى صعيد الاستعدادت الميدانية للمؤتمر الذي يمكن ان تستهدفه «طالبان»، على غرار ما فعلت خلال مؤتمر المجلس القبلي الموسع (جيرغا) في كابول الشهر الماضي، ما أدى الى استقالة وزير الداخلية ورئيس الاستخبارات، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية زيماراي بشاري اكتمال جاهزية قوات الامن، «لكن ذلك لا يعني ان كل شيء سيسير وفقاً للخطة، علماً ان شوارع العاصمة بدت خالية أمس، فيما انتشرت عشرات نقاط التفتيش التي عرقلت تحركات الديبلوماسيين الأجانب. وفي جنوبافغانستان، قتل جنديان أميركيان وستة شرطيين في انفجارين منفصلين لقنابل يدوية الصنع، ما رفع الى 58 عدد الجنود الأجانب القتلى هذا الشهر والى 380 عددهم هذه السنة.