أكد مصدر ديبلوماسي في سفارة مانيلا لدى الرياض، صحة ما تناقلته صحف فيليبينية حول اعتقال شرطة الرياض موظفاً في سفارة بلاده للاشتباه بعلاقته بقتل إحدى مواطناته. ونفى المصدر (فضل عدم الكشف عن اسمه) في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن يكون الموظف الفيليبيني بشير أيوب، المقبوض عليه في ال 12 من الشهر الماضي يحمل جوازاً ديبلوماسياً، أو مسؤولاً عن الرعايا كما أشارت صحف بلاده. وقال: «الموقوف يعمل في السفارة منذ أعوام طويلة، لكنه ليس ضمن البعثة الديبلوماسية، ولا يحمل جوازاً ديبلوماسياً أو خاصاً، كما أنه ليس مسؤولاً عن الرعايا». وعن علاقته بمواطنته التي فارقت الحياة بعد وصولها إلى مستشفى الشميسي بالرياض، وما ذكرته زوجته من أنها كانت من بين عدد من المقيمين الفيليبينيين الذين يتابع قضاياهم، قال المصدر: «مسؤول الرعايا في سفارتنا يدعى نيستور بوراياج، وهو يتابع قضية زميلنا بشير، وبالفعل يمكن القول أن المقيمة المتوفاة كانت تحت رعايته، كما يتولى اصطحاب الفيليبينيين الذين يلجؤون إلى السفارة إلى المستشفى، في إجراء روتيني تعمل به السفارة للتأكد من حالهم الصحية، إضافة إلى أنه يزور مراكز الترحيل. وكان بالفعل موظفاً نشيطاً، وساعد عدداً ممن لجأوا إلى السفارة، إلا أن مسماه الوظيفي لدينا مترجم مساعد». ورفض المصدر توجيه أي اتهام رسمي إلى زميله في السفارة بشير أيوب، «تولي السفارة اهتماماً خاصاً بقضيته، ويتابع تطوراتها رئيس البعثة السفير أنطونيو بليامور، الذي خاطب وزارة الخارجية السعودية بخصوص هذا الموضوع، إلا أن أيوب ما زال محتجزاً في شرطة الديرة، وبحسب علمي لم يتم إلى تاريخه توجيه أي اتهامات رسمية له بخصوص وفاة المقيمة الفيليبينية بهاي كالينجا»، مضيفاً أن مسؤولين في السفارة زاروه عقب توقيفه مباشرة، وكذلك بعد تفويض محامي السفارة لمتابعة قضيته. وأعرب ل «الحياة»، عن أمله في أن يتم حل قضية أيوب، لافتاً إلى أن الملحق العمالي في السفارة ألبرت فالينسيانو يتابع بشكل مكثف القضية مع السلطات السعودية. ولم تتمكن «الحياة» الحصول على رد رسمي من شرطة منطقة الرياض حتى ساعة نشر الخبر، على رغم توجيه استفسارات بشأن القضية إلى الناطق باسم شرطة المنطقة المقدم سامي الشويرخ. في المقابل، أعلنت وزارة شؤون العمال المهاجرين في الفيليبين الهجرة بدءها في الإجراءات القانونية لتحويل نحو 50 ألف ريال سعودي، أتعاباً لمحامٍ من أجل الدفاع عن أيوب. وأكدت زوجة موظف السفارة الفيليبينية جانيت، أن المقيمة التي فارقت الحياة في أحد مستشفيات الرياض بعد إصابتها بنزيف مهبلي حاد، كانت ضمن عشرات الفيليبينيين الذين يتابع زوجها بشير أيوب (47 عاماً) قضاياهم بعد لجوئهم إلى سفارة بلادهم. وأشارت جانيت، إلى أن زوجها كان يعمل مسؤولاً عن الرعايا، وعضواً في اتحاد مجلس رعاية المهاجرين الفيليبينيين. وقالت في حديثها إلى وسائل إعلامية فيليبينية من بينها قنوات تلفزيونية أن 140 مقيماً ومقيمة من الجنسية الفيليبينية هاربون من كفلائهم ولجأوا إلى السفارة الفيليبينية، «التي أولت مسؤولية الاهتمام بهم»، مشيرة إلى أن جميع محاولاتها لرؤية زوجها باءت بالفشل. وشنت وسائل الإعلام الفيليبينية حملة إعلامية مكثفة مطالبة رئيسة الفيليبين ووزير خارجيتها بسرعة التحرك لإنقاذ أيوب، الذي خدم المقيمين الفيليبينيين في السعودية بحسب صحف وقنوات فيليبينية لنحو 30 عاماً، فيما وصف مدونون فيليبينيون يقيمون في السعودية موقف سفارة مانيلا بالمخزي، خصوصاً أن أيوب - بحسب قولهم - يمثلها، مؤكدين أنه تم القبض عليه في أحد مكاتب الترحيل خلال سعيه لإنهاء إجراءات سفر مقيمة فيليبينية تعاني من السرطان.