أفاد موقع «سايت» الأميركي الذي يراقب مواقع المتشددين على الإنترنت بأن «فرعاً إقليمياً لتنظيم القاعدة حض المسلمين في الهند على شن هجمات فردية»، بعدما تبنى تنظيم «داعش» مسؤولية أسوأ هجوم نفذه متشددون في بنغلادش ليل الجمعة – السبت الماضي، وأسفر عن 20 قتيلاً معظمهم أجانب في العاصمة دكا. وتأتي دعوة تنظيم «القاعدة في شبه القارة الهندية» بعد تحذير مسؤولين أمنيين وخبراء من أن التنظيمين يحاولان التفوق على بعضهما البعض في المنطقة. وقال عاصم عمر، زعيم «القاعدة في شبه القارة الهندية» في تسجيل صوتي على الإنترنت: «على مسلمي الهند أن يحذوا حذو الشبان في أوروبا، ويوجهون ضربات إلى الشرطة وكبار المسؤولين في بلدهم الذين نحملهم مسؤولية العنف الطائفي». وتابع: «حتى إذا خرجتم فقط بسكاكين وسيوف سيقف التاريخ شاهداً، ولن يصمد الهندوس أمامكم». وأورد التسجيل أن «المسلمين موجودون في كل شبر في الهند، ويجب أن يستغلوا قوتهم لاستعادة السلطة في دولة حكموها لقرون». ومنذ ظهوره عام 2014، يحرض تنظيم «القاعدة في شبه القارة الهندية» على شن هجمات. لكن مسلمي الهند الذين يزيد عددهم على 160 مليوناً لا يتأثرون كثيراً بهذه الدعوات، إذ حاول قليلون منهم فقط الانضمام إلى «داعش». وفي التحقيقات الخاصة بهجوم دكا، تحاول الشرطة تأكيد صحة أسماء متشددين إسلاميين أوردت وسائل التواصل الاجتماعي أسماءهم نقلاً عن أصدقاء لهم وأفراد من عائلاتهم. وبعدما نشر «داعش» صوراً لخمسة مسلحين شاركوا في الهجوم، عرّفت كتابات على موقع «فايسبوك» ثلاثة منهم بأنهم نبراس الإسلام وروحان امتياز ومير سامح مباشر. وقالت الشرطة إن «المسلحين الستة مواطنون حاولنا اعتقال خمسة منهم سابقاً، ونحن نتوخى الحذر في تأكيد هوياتهم». وقال مسعود الرحمن، نائب قائد شرطة دكا: «نتحرى صور المشبوهين ونقارنها بالجثث مع إجراء مقابلات مع أفراد أسر واختبارات للحمض النووي»، علماً أن معلومات نشرت على الإنترنت كشفت أن بعض المسلحين من خريجي مدرسة حكومية راقية، والتحقوا بجامعة نورث ساوث في دكا، وجامعة موناش في ماليزيا. وفي اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء البنغالية الشيخة حسينة، عرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساعدة مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) في التحقيق الخاص بالهجوم. وقال جون كيربي، الناطق باسم الوزارة: «شجع كيري حكومة بنغلادش على إجراء تحقيقها وفقاً لأعلى المعايير الدولية، وعرض تقديم هيئات إنفاذ القانون الأميركية، وبينها أف بي آي تقديم مساعدة فورية». ويرى محللون أن الاعتداء الدامي في دكا أدخل بنغلادش إلى جبهة مكافحة التنظيمات المتطرفة العالمية، على رغم رفض الحكومة الاعتراف بوجود شبكات جهادية دولية على أرضها. واعتبروا أن اختيار المكان والهدف والتوقيت في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك وطريقة الاغتيال عبر فصل البنغاليين عن الأجانب، حصل بعناية بهدف الحصول على أقصى ما يمكن من الدعاية. واعتبر تاج هاشمي، المحلل البنغالي المتخصص في قضايا الأمن والأستاذ في جامعة «أوستن بي» الأميركية أن «لا لبس في شأن تنفيذ داعش الاعتداء». وأضاف: «يجب أن تعترف سلطات بنغلادش بتورط نشط لشبكات إسلامية دولية في قتل أشخاص في إطار عمليات لا نهاية لها». في ماليزيا، أكدت السلطات مسؤولية «داعش» عن شن هجوم بقنبلة على حانة في 28 حزيران (يونيو) الماضي ما يجعله أول محاولة ناجحة لجماعة متشددة في البلاد. وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت مشبوهين في صلتهما بالهجوم، وتلقيهما تعليمات مباشرة من محمد واندي محمد جدي، وهو مقاتل ماليزي معروف في «داعش»، من أجل تنفيذ هجمات ضد مسؤولين كبار وقادة في الشرطة وقضاة. كما تبحث عن مشبوهَين آخرين. وكانت الشرطة استبعدت في مرحلة أولى الإرهاب كدافع للهجوم الذي حصل فجراً خلال متابعة زبائن الحانة مباراة في بطولة أوروبا لكرة القدم. وقال محققون إن «الدافع الأكثر ترجيحاً هو خصومة في مجال العمل أو استهداف شخص محدد في الحانة، لكنهم اضطروا إلى إعادة تقويم موقفهم بعدما أعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم.