احتشد متظاهرون في بنغلادش أمس احتجاجا على الهجمات التي شنت مؤخراً ضد كتاب وناشرين علمانيين، متهمين الحكومة بالفشل في وقف موجة العنف التي يلقى باللوم فيها على المتشددين الإسلاميين. وتجمع أساتذة وكتاب وطلاب ومحتجون آخرون في جامعة دكا، غداة قيام ما يشتبه بأنهم إسلاميون بقتل ناشر علماني عبر ضربه بمناجل وسواطير. ووقع الهجوم بعد ساعات من تعرض مدونين علمانيين وناشر آخر لهجوم مماثل السبت في دكا، أصيبوا خلاله بجروح خطرة، حيث تركوا في بركة من الدماء داخل مكاتبهم. وقالت ثمينة لطفة، وهي أستاذة في الجامعة، أمام مئات المحتجين «في البداية استهدفوا الكتاب، والآن يستهدفون الناشرين، وقريبا سيستهدفوننا جميعا». وأضافت داخل حرم الجامعة التي تعتبر معقلا للعلمانية في بنغلادش «لا تبقوا في المنازل، اخرجوا إلى الشوارع واحتجوا ضد عمليات القتل هذه». ونظمت مسيرات سلمية مماثلة في أماكن أخرى في البلاد. وتزايدت المخاوف من عنف الإسلاميين في بنغلادش المعتدلة ذات الغالبية المسلمة، بعد مقتل أربعة مدونين ملحدين العام الحالي، بالطريقة نفسها. كما شهدت بنغلادش مؤخراً عمليات قتل طالت عامل إغاثة إيطالي ومزارعا يابانيا، في حين تم تفجير ضريح للشيعة في دكا الاسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل شخصين وجرح العشرات. وتتهم الحكومة معارضيها السياسيين بالوقوف وراء تلك الهجمات لزعزعة استقرار البلاد، رافضة تبني تنظيم «داعش» لها. وأعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة الهندية مسؤوليته عن الهجمات السبت، بالإضافة إلى الأربعة السابقة، واصفا الضحايا ب «الكفار»، ومحذراً من أن أي كاتب ينتقد الإسلام سيكون التالي. وقالت الشرطة في دكا أنها تحقق في تبني التنظيم، لكنها تعتقد أن مسلحين ينتمون إلى جماعة محلية محظورة مسؤولون عن كل تلك الهجمات. وقال المتحدث باسم شرطة دكا منتشر الإسلام «نشتبه في ان الهجمات قد نفذتها مجموعة بغطاء من جماعة أنصار الإسلام». وقالت الشرطة أن فيصل أريفين ديبان (43 عاما) مالك دار جاغريتي للنشر، قتل في مكتبه في الطابق الثالث وسط دكا السبت، وأقفلوا الباب عليه من الخارج. وبدأت موجة القتل هذه في فبراير الماضي، حين قتل المدون الملحد روي بعد ضربه بالسكاكين حتى الموت أمام معرض للكتاب، ليكون أول الضحايا.