نفت السلطات في بنغلادش تورط تنظيم «داعش» بالهجوم الذي أدى في دكا إلى مقتل 20 رهينة، بينهم 18 أجنبياً، مؤكدة أن المنفذين ينتمون الى مجموعة متطرفة محلية. لكنها استدركت أنها تحقق في صلات محتملة لهم بتنظيمات متشددة في الخارج. ومع بدء حداد رسمي يستمر يومين، سدّت الشرطة كل المنافذ المؤدية الى مطعم يرتاده أجانب في الحي الديبلوماسي في العاصمة حيث ارتُكبت الجريمة، فيما جمع محققون من بنغلادش واليابان معلومات وأدلة في المكان. وقتل 7 مسلحين اقتحموا المطعم ليل الجمعة، 20 رهينة بينهم 9 إيطاليين و7 يابانيين وأميركي وثلاثة بنغاليين وطالبة هندية. كما قتلوا شرطيَّين، قبل أن ينقذ كوماندوس محلي من مئة عنصر، 13 شخصاً بينهم 3 أجانب، ويقتل ستة من المسلحين ويعتقل السابع، بعدما اقتحم المطعم فجر السبت، فيما جُرح 15 شرطياً ومدني خلال مواجهة دامت 12 ساعة. وعثرت الشرطة على متفجرات وآلات حادة في المكان، فيما أعلنت السلطات أن المهاجمين مزّقوا أجساد معظم الضحايا بأسلحة بيضاء. وروى ناج بنغالي أن المسلحين فصلوا رواد المطعم الى مجموعتين، واحدة للأجانب والأخرى للبنغاليين، مضيفاً: «اقتادوني واثنين من زملائي، وأجبرونا على الجلوس مع وضع رؤوسنا على الطاولة. سألوني إن كنت مسلماً، قلت نعم، فقالوا إنهم لا يريدون الإساءة للمسلمين ولن يقتلوا أحداً منهم». وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم على تجمّع ل «رعايا دول صليبية»، وحذرها من أن مواطنيها لن يكونوا آمنين طالما «تقتل طائراتهم المسلمين». وأفاد موقع «سايت» الذي يرصد المواقع الإلكترونية للمتشددين على الإنترنت، بأن وكالة «أعماق» للأنباء التابعة ل «داعش» نشرت صوراً لخمسة شبّان مبتسمين يحملون رشاشات، أمام علم التنظيم، مشيرة الى أنهم شاركوا في اقتحام المطعم. وبدا أن صور الشبّان الخمسة تشبه صور جثث المسلحين التي نشرتها الشرطة، بعد انتهاء أزمة الرهائن. وذكرت «أعماق» أن الشبّان الخمسة من بنغلادش، مشيرة إلى أنهم استخدموا «سكاكين وسواطير وبنادق وقنابل يدوية». وأضافت أنهم «تحققوا» من هويات الرهائن، من أجل إنقاذ المسلمين وقتل الأجانب. لكن وزير داخلية بنغلادش أسد الزمان خان نفى تورط «داعش» أو تنظيم «القاعدة» بالهجوم، مشيراً إلى أن المنفذين هم «أعضاء في جماعة مجاهدي بنغلادش» المحظورة، ومضيفاً أن «لا صلة لهم بداعش»، علماً أن الجماعة تزعم أنها تمثّل التنظيم في بنغلادش. وتابع خان أن المهاجمين «شبّان متعلمون جيداً ذوو تحصيل جامعي، ومن عائلات ثرية، ولم يأتِ أي منهم من مدرسة» قرآنية، مكرراً رواية الحكومة أن متشددين محليين مسؤولون عن جرائم قتل شهدتها البلاد خلال الأشهر ال18 الأخيرة، واستهدفت مثقفين ومدوّنين علمانيين وأفراد من أقليات دينية. أما قائد الشرطة في بنغلادش شهيد الحق، فأكد أن جميع المسلحين من البلاد، مضيفاً «خمسة منهم مدرجون بوصفهم متشددين، ونفذت الشرطة حملات لاعتقالهم». واستدرك أن المحققين سيبحثون فرضية وجود «رابط دولي» بين المهاجمين وجماعات إسلامية متشددة في الخارج، مثل «داعش» أو «القاعدة». ودعت رئيسة الوزراء شيخة حسينة المتطرفين «إلى التوقف عن القتل باسم الدين»، متعهدة محاربة «خطر الإرهاب». وأعلنت إيطاليا مقتل 9 من مواطنيها، فيما أعلنت اليابان مقتل 7 من رعاياها. وأعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن «غضب شديد لمقتل هذا العدد من الأبرياء بسبب الإرهاب»، فيما ذكر ناطق باسم الحكومة اليابانية أن الضحايا اليابانيين كانوا يعملون في مشاريع ترتبط بوكالة اليابان للتعاون الدولي. وقال وزير الاتصالات في بنغلادش عبيد القدير، إن ستة من اليابانيين كانوا في دكا يعملون في مشروع خاص بمترو الأنفاق، فيما أوردت وسائل إعلام إيطالية أن عدداً من الضحايا الإيطاليين كانوا يعملون في قطاع الملابس في بنغلادش، وحجمه 27 بليون دولار، اذ يوظف أكثر من 4 ملايين شخص ويشكّل 80 في المئة من صادرات دكا سنوياً. وأثار الهجوم مخاوف على القطاع الذي يزوّد شركات عالمية ملابس زهيدة الثمن. وقطع الرئيس الإيطالي سيرجو ماتّاريلا جولة رسمية في أميركا اللاتينية، وعاد إلى روما، فيما فتحت النيابة في العاصمة تحقيقاً «ضد مجهولين» لكشف ملابسات المجزرة، علماً أن السلطات الإيطالية لم تقتنع بوجهة النظر الرسمية البنغالية حول هويّة منفّذي الجريمة، وعلاقتهم ب «داعش».