كابول، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - قتل ثلاثة اشخاص وأصيب 35 بجروح بهجوم بالمتفجرات في وسط كابول، شنه انتحاري استقل على دراجة هوائية. ووقع الهجوم قبل يومين من مؤتمر دولي في العاصمة الافغانية. وقال الناطق باسم وزارة الصحة كارغار نورغلي: «قتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل». وأضاف ان خمسة وثلاثين شخصاً اصيبوا بجروح. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية زمراي بشاري: «استقل الانتحاري دراجة، قاصداً منطقة معينة، لكن الوجود الكثيف لقوى الامن اضطره لتفجير قنبلته في شارع مزدحم». ونقل مراسل شبكة «تولو» التلفزيونية عن شهود قولهم ان المهاجم كان يستهدف قافلة للقوة الدولية. وقال شاهد افغاني ان اصداء الانفجار ترددت في المباني المجاورة. وشوهدت اشلاء آدمية الى جانب عدد كبير من السيارات المتضررة. وقال شاهد افغاني انه سمع انفجاراً ثم غطاه الدخان والغبار على الفور. وذكر ان «الانفجار كان قوياً وتحطم زجاج نوافذ المباني على جانبي الشارع. رأيت اربعة او خمسة اشخاص جرحى. ونقلوا الى المستشفى بسيارات مدنية». ووقع الحادث في وقت تسعى السلطات الافغانية الى تحويل العاصمة كابول الى حصن منيع تحسباً لأي هجمات قد تشنها حركة «طالبان» خلال المؤتمر الدولي للمانحين من اجل افغانستان الذي يعقد الاسبوع المقبل. ونشر الآلاف من عناصر الامن لضمان امن كابول بعد ان توقع ديبلوماسيون ان يحاول متمردو «طالبان» شن هجمات خلال المؤتمر المقرر الثلثاء. ويتوقع ان يشارك في المؤتمر 70 ممثلاً دولياً بمن فيهم 40 وزيراً للخارجية بينهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ويرأسه الرئيس حميد كارزاي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال مارك سيدويل ممثل حلف شمال الاطلسي المدني في كابول: «علينا ان نستعد لأن المتمردين سيحاولون تخريب اعمال المؤتمر». وأضاف: «نتخذ تدابير احترازية لكن لا احد يمكنه ان يقدم ضمانات اكيدة». والمؤتمر الذي يعقد في 20 من الشهر الجاري محاولة للحكومة الافغانية لبدء عملية انتقالية لتولي ادارة شؤون البلاد والكف عن الاعتماد على الدول الغربية. وسيقدم المسؤولون الافغان سلسلة اقتراحات تغطي مجالات عدة من الاقتصاد الى التنمية الاجتماعية وحقوق الانسان والعدالة والسلام والمصالحة والشراكة والمساعدات. وقال ديبلوماسيون ان الحكومة الافغانية ستعرض ايضاً تقارير بالتقدم المحرز وتشدد على الانجازات التي تمت بفضل الاموال الدولية لاعادة اعمار البلاد منذ اطاحة نظام «طالبان» في نهاية 2001. وفي طريقها الى افغانستان، توقفت كلينتون في باكستان زيارتها الثانية خلال تسعة اشهر، آملة في اقناع إسلام آباد الحليف الاساسي في محاربة الاسلاميين المتطرفين بأن الولاياتالمتحدة ملتزمة على المدى الطويل في المنطقة. وتعتزم وزيرة الخارجية الاميركية التباحث في شأن الأمن كما ستعلن اليوم خطة مساعدة كثيفة لباكستان خصوصاً في ميادين المياه والطاقة، وهما قطاعان منكوبان في هذا البلد الفقير والمضطرب والذي يعد 162 مليون نسمة. وقال ريتشارد هولبروك المبعوث الاميركي الى افغانستانوباكستان ان «تسريع» الحوار الاستراتيجي مع باكستان «يحدث تغييراً في الموقف الباكستاني، اولاً من جانب الحكومة وتدريجياً وببطء لدى الرأي العام». واضاف ان هذا الامر «يسمح لنا بالتقدم في محاربة الارهاب والعمل المشترك في المناطق القبلية» التي تعتبر معقلاً ل «القاعدة» و«طالبان». وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته ان واشنطن ستجني فائدة من تكثيف المحادثات مع رئيس هيئة اركان الجيش الباكستاني النافذ الجنرال اشفق كياني. وأضاف هذا المصدر ان المحادثات تساعد على تحقيق «تقدم بطيء لكنه ملموس» بشأن مسألة «شبكة حقاني» الذي يعد العدو اللدود للتحالف في افغانستان لكنه معروف بقربه من اجهزة المخابرات الباكستانية. من جهة أخرى، قتل جندي من القوات الدولية بهجوم بالقنبلة في جنوبافغانستان يحمل بصمات حركة «طالبان»، كما اعلن الحلف الاطلسي. واكتفت القوة الدولية التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان التي لم تكشف هوية الجندي، بالقول ان الهجوم حصل بواسطة شحنة ناسفة. وبوفاة هذا الجندي، يرتفع الى 378 عدد العسكريين الاجانب الذين لقوا مصرعهم في افغانستان منذ بداية العام. الى ذلك، نشرت صحيفة «ذي مايل اون صنداي» البريطانية امس، ان رقيباً نيبالياً من الكتيبة الاولى لفرقة «رويال غوركا رايفلز» التي تقاتل تحت العلم البريطاني في اطار التحالف الدولي في افغانستان، جرد من رتبته بعدما قطع رأس جثة احد عناصر «طالبان» للتحقق من هويته. وأعيدت فرقة غوركا الى بريطانيا وأوقفت في انتظار نتائج التحقيق حول الحادث الذي وقع في تموز (يوليو) قرب بباجي في ولاية هلمند الجنوبية. وأقدم الجندي الذي قد يحال الى محكمة عسكرية، على قطع رأس عنصر «طالبان» الذي كان قتل قبل فترة قصيرة خلال تبادل لاطلاق النار، بعدما حاول سحب جثته لكنه لم يتمكن بسبب النيران الغزيرة التي كان يطلقها المتمردون.