أخفقت حركة «طالبان» في تعطيل الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، والتي شهدت إقبالاً «غير متوقع» شكّل مفاجأة، إذ ناهزت نسبة التصويت 58 في المئة، واحتشد ناخبون من الجنسين أمام مراكز الاقتراع، ما دفع اللجنة الانتخابية إلى تمديد فترة التصويت في العاصمة كابول ومدن رئيسة. واللافت استخدام اللجنة مساجد كمراكز اقتراع لمنع استهدافها بهجمات. وعكس الإقبال على التصويت تزايد رغبة الأفغان في مواكبة عملية التغيير واختيار خلف لحميد كارزاي، الرئيس الوحيد الذي عرفته البلاد منذ إطاحة نظام «طالبان» نهاية عام 2001. وقالت ليلى نيازي (48 سنة): «أريد أن يكون صوتي صفعة لطالبان التي لا أخشاها، مع الأمل بانتخاب شخص يمكن أن يحقق سلاماً دائماً». ولدى إدلائه بصوته في مدرسة بكابول، دعا كارزاي الأفغان إلى «تحدي» تهديدات «طالبان»، قائلاً: «نعيش يوماً مهماً لمستقبلنا ومستقبل بلدنا، وأدعو الجميع إلى التوجه إلى مراكز التصويت على رغم المطر والبرد وتهديدات الأعداء، كي يجتاز بلدنا مرحلة جديدة على طريق النجاح». وأكدت وزارة الداخلية أن الاقتراع جرى في جو سلمي، على رغم شن المتمردين 10 هجمات على الأقل في مدن، بينها في ولايات بكتيا وبكتيكا وقندهار (جنوب) التي استهدفت بصواريخ حدد مصدر بعضها من مناطق في باكستان التي كانت أعلنت إغلاق معابر حدودية عشية الانتخابات. وأعلنت الوزارة مقتل شخص في ولاية بادغيش (شمال غرب)، بسبب شجار بين أنصار مرشحَين، ومقتل شخص وجرح 4 بانفجار داخل مركز اقتراع بولاية لوغار (جنوب شرق)، في حين أكدت «طالبان» أنها احتجزت عاملين في اللجنة الانتخابية في إحدى ولايات الشمال، علماً بأن تهديداتها المتواصلة منذ أسابيع أغلقت أبواب 911 من 6423 مركز اقتراع في أنحاء أفغانستان. وباشرت اللجنة الانتخابية فرز أصوات الناخبين في كابول والمدن الرئيسة، فيما ينتظر نقل كل صناديق الاقتراع من الأرياف إلى العاصمة لإنجاز عملية الفرز قبل إعلان النتائج في 23 الشهر الجاري، وفتح باب الطعون. وتحدث المرشح وزير المال السابق أشرف غني عن تجاوزات في عدد كبير من مراكز الاقتراع. ويخشى كثيرون اضطرابات عرقية وطائفية في حال تزايد اتهامات بالتزوير أو بالتلاعب بفرز الأصوات، ما يزيد الأعباء الأمنية على الرئيس المنتخب، علماً بأن كارزاي ما زال ممتنعاً عن توقيع اتفاق امني مع الولاياتالمتحدة يسمح ببقاء أكثر من خمسة عشر ألف جندي أميركي بعد انسحاب القوات الأجنبية نهاية السنة. ويتوقع نيل غني والمرشح الرئاسي السابق عام 2009 عبدالله عبدالله العدد الأكبر من الأصوات في الدورة الأولى، ولكن من دون حسم الفوز. كما لا يمكن تجاهل حظوظ وزير الخارجية السابق زلماي رسول المدعوم من كارزاي.