طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – جدد العالِم الإيراني شهرام اميري بعد عودته الى طهران أمس آتياً من الولاياتالمتحدة عبر قطر، اتهامه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ب «خطفه» في حزيران (يونيو)، لاستغلاله في نشر «معلومات كاذبة» عن البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً انه لم يعمل في المجال الذري.ورفع أميري شارة النصر مبتسماً، وعانق ابنه (7 سنوات) وزوجته اللذين انهمرت دموعهما خلال استقباله في مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، مع أفراد آخرين من العائلة وحسن قشقاوي نائب وزير الخارجية الذي شكر أميري على «مقاومته الضغوط»، نافياً وجود «أي رابط» بين «الإفراج» عن أميري واعتقال 3 أميركيين منذ أكثر من سنة، تتهمهم طهران بدخول أراضيها في شكل غير شرعي من كردستان العراق.وشدّد قشقاوي على أن أميري ليس عالماً نووياً، بل باحثاً في جامعة إيرانية، معتبراً ان لأميري والحكومة الإيرانية «الحق في تقديم شكوى الى المحاكم الدولية والمطالبة بتعويض عن الأضرار المادية والنفسية التي لحقت به».وكرر أميري بعد وصوله الى المطار عبر قطر، انه خُطف ونقل الى الولاياتالمتحدة حيث «خضع خلال الشهرين الأولين لعمليات تعذيب نفسية وذهنية هائلة من محققي الاستخبارات الأميركية». واشار الى وجود «إسرائيليين خلال بعض جلسات الاستجواب»، مضيفاً: «قالوا لي: إذا لم أتعاون معهم سيسلّمونني الى اسرائيل حيث ثمة سجون سرية ولن يستطيع أحد أن يصل إليك أبداً». وزاد ان عملاء الاستخبارات الاميركية «طلبوا مني ان اقول لوسائل الإعلام الأميركية انني طلبت اللجوء الى الولاياتالمتحدة وانني جلبت معي وثائق وكمبيوتر محمولاً يحوي معلومات سرية حول البرنامج النووي العسكري»، موضحاً: «أراد الأميركيون مني أن أقول إني انشقيت وهربت الى أميركا بمحض إرادتي، ليستغلوني في الكشف عن بعض المعلومات الكاذبة عن النشاط النووي لإيران. الهدف الرئيس من خطفي هو القيام بلعبة سياسية ونفسية جديدة ضد إيران».وذكر أميري ان «سي آي أي» عرضت عليه 50 مليون دولار للبقاء في الولاياتالمتحدة «ونشر أكاذيب» عن النشاطات النووية الإيرانية. وقال في وقت سابق ان الاميركيين عرضوا عليه «10 ملايين دولار لإجراء مقابلة مدتها 10 دقائق على شبكة سي ان ان» الأميركية، مضيفاً: «قاومت. لم يكن اي ايراني ليقبل ببيع بلاده الى الاجانب مقابل المال».لكن صحيفة «واشنطن بوست» أوردت أن أميري حصل على 5 ملايين دولار من «سي آي أي» لتقديم معلومات عن البرنامج النووي الإيراني، مشيرة الى ان هذا المبلغ أتى من برنامج سري مخصص لإغراء علماء وأفراد آخرين للانشقاق وتقديم معلومات عن البرنامج النووي الإيراني. ونسبت الى مسؤول اميركي قوله ان اميري «رحل لكنه لم يأخذ المال. معلوماته في حوزتنا وهو في حوزة الإيرانيين». وذكرت أن طلبه هذا الاسبوع إعادته الى ايران فاجأ المسؤولين الاميركيين الذين قالوا انه أجرى «تعاوناً ملموساً» مع «سي آي أي» منذ أكثر من سنة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ترجيحهم ان يكون أميري عاد إلى إيران «خوفاً من ان تؤذي حكومة طهران عائلته».لكن أميري أكد أن «أسرته لم تواجه مشاكل وكانت تتمتع بحرية كاملة وحياتها كانت افضل مما كانت عليه خلال وجودي معها، وكانت تحظى بدعم مالي كامل من الحكومة الإيرانية».وشدد على انه «مجرد باحث عادي كان يعمل في جامعة مفتوحة أمام الجميع وليس فيها أي سر». وقال: «لم أجرِ أي بحوث في المجال النووي، وليست لدي معلومات سرية». وكان أميري يعمل في جامعة مالك اشتر المرتبطة ب «الحرس الثوري». وأضاف: «ليست لي أي علاقة بناتانز وفردو (منشأتان لتخصيب اليورانيوم). كانت لعبة من الإدارة الأميركية للضغط على إيران».أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي فقال ان عودة أميري جاءت «نتيجة سنتين من الجهود»، لافتاً الى ان «تفاصيل خطفه ستُكشف بعد إجراء تحقيق».