أعلن «المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحاليل» اليوم (الإثنين)، وصول بطاقات ذاكرة الصندوقين الاسودين لطائرة «آرباص» التابعة لشركة «مصر للطيران»، والتي تحطمت في البحر المتوسط في آيار (مايو) الماضي، حيث يجب اصلاحها لتكون مقروءة. وفي موازاة ذلك، قالت النيابة العامة المصرية إن القضاء سلم قضاة التحقيق ملف الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين باريسوالقاهرة في 19 آيار (مايو) الماضي، وسقطت قبالة جزيرة كريت، ما أدى إلى مصرع 66 راكباً بينهم 40 مصرياً و 15 فرنسياً. وفُتح التحقيق بناء على تهمة «القتل غير العمد»، بحسب النيابة العامة التي بدأت تحقيقاً أولياً حينها في إجراء متبع بسبب وجود مواطنين فرنسيين بين الركاب. وقال ناطق باسم مكتب التحقيقات: إن «مهمة المكتب، جعل بطاقات الذاكرة مقروءة كونها أصيبت بأضرار كبيرة جداً». وأضاف الناطق أن ممثلاً عن الشركة المصنعة، «هانيويل»، وأربعة محققين مصريين وممثل من «هيئة سلامة النقل الأميركية» موجودون في المختبر. وتابع أنه من غير المعروف كم الوقت الذي سيستغرقه إعادة البطاقات إلى وضعها السابق. وفور التمكن من جعلها مقروئة ستتم إعادتها إلى القاهرة، حيث سيتم تحليل البيانات الخاصة. وكانت اللجنة المكلفة فحص الصندوقين أعلنت الخميس الماضي، حدوث «تلف» أصاب وحدات الذاكرة فيهما وسيتم إرسالهما إلى فرنسا لإصلاحهما. ويتضمن أحد الصندوقين تسجيلات الحوارات التي تجري في قمرة قيادة الطائرة في حين يسجل الثاني التفاصيل التقنية للرحلة كافة. وبعدما كانت فرضية الهجوم الارهابي مرجحة عادت السلطات المصرية ورجحت فرضية الحادث الفني. وكانت الطائرة أصدرت إنذارات أوتوماتيكية قبل دقيقتين من سقوطها، مشيرة إلى دخان في قمرة القيادة وإلى عطل في جهاز الكومبيوتر الذي ينظم الأوامر. واختفت الطائرة من على شاشات الرادار وهي على ارتفاع 11 كيلومتراً بعيد دخولها المجال الجوي المصري. وقبيل اختفائها، ولمدة دقيقتين أصدر نظام البث التلقائي إشارات من الطائرة توضح أنه تم تشغيل عشرة أجهزة انذار على متنها. وبحسب الاشارات الصادرة من نظام البث التلقائي، فان دخاناً تصاعد في قمرة قيادة الطائرة وفي أحد دورات المياه وكذلك أسفل قمرة القيادة.