تتواصل الجهود المصرية للعثور على الصندوقيْن الأسوديْن للطائرة المصرية المنكوبة علّهما يكشفان خفايا تحطم الطائرة وسقوطها في البحر المتوسط ومقتل ركابها ال 66 الخميس الماضي، خصوصاً بعد تأكيد السلطات الفرنسية انبعاث دخان من داخل الطائرة قبل تحطمها، والحديث عن فرضية اندلاع حريق، وهو ما رفضت القاهرة الجزم به. وفي المستجدات، أعلنت هيئة سلامة الطيران الفرنسية إن الطائرة المصرية أرسلت عدداً من الإشارات برصد دخان على متنها قبل أن تتحطم. وقال ناطق باسم الهيئة إن الإشارات لا تفسر سبب انبعاث الدخان أو نشوب حريق في الطائرة التي سقطت في البحر أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة. وأضاف أن الأولوية الآن هي للعثور على جهازيْ تسجيلات رحلة الطائرة، ويشملان تسجيل الصوت في قمرة القيادة وبيانات رحلة الطائرة «آرباص إيه 320». غير أن الإشارات توفر معلومات أولية عما حدث في اللحظات التي سبقت التحطم. وأفاد مصدر في مجال الطيران بأن نشوب حريق على متن الطائرة يؤدي على الأرجح إلى إرسال إشارات تحذير كثيرة، إلا أن وقوع انفجار مفاجئ قد لا يؤدي إلى إرسال أي إشارة، وذلك على رغم أن المسؤولين لم يستبعدوا أي سيناريو، بما في ذلك وقوع انفجار. وأرسلت بيانات الرحلة من خلال نظام يعمل تلقائياً يسمى نظام إبلاغ وتوصيل اتصالات الطائرة (أكارس) الذي يرسل في شكل روتيني بيانات الصيانة والأعطال إلى شركة الطيران التي تشغل الطائرة. ونشر موقع الطيران «أفييشن هيرالد» سبع إشارات مفاجئة صدرت عن الطائرة في غضون ثلاث دقائق شملت تحذيرات من دخان في المرحاض، وكذلك في أجهزة التحكم في الطائرة الموجودة أسفل قمرة القيادة. كما كشف موقع «أفيرالد» المتخصص للطيران أن إنذاراً آخر انطلق بتعطل وحدة التحكم في الطيران، وهذا ما لم يؤكده مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي. وقال خبيران في مجال سلامة النقل الجوي إن الإشارات تعني إمكان نشوب حريق، لكن التتابع القصير نسبياً للبيانات لا يقدم دليلاً على جهود بذلها الطيار للسيطرة على الطائرة، كما لا يبين ما إذا كانت الطائرة سقطت كتلة واحدة أم تحطمت في الجو، كما لا يسمح بتحديد أسباب الكارثة. في هذه الأثناء، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت إثر لقاء في باريس أمس مع أسر الضحايا بأنه «في الوقت الجاري يتم درس كل الاحتمالات، ولا نرجح أياً منها». ورفضت وزارة الطيران المصرية «تأكيد رصد دخان على متن الطائرة المنكوبة». وقال مسؤول في شركة «مصر للطيران» أمس إن عمليات البحث تركز على العثور على جثت الضحايا والصندوقين الأسودين للطائرة. وبث الجيش المصري أمس لقطات فيديو لفريق الإنقاذ أثناء انتشال أجزاء من حطام الطائرة.