ناشد عدد من مثقفي منطقة عسير وتشكيلييها أمير المنطقة فيصل بن خالد، إعادة النظر في قرار تحويل قرية المفتاحة التشكيلية إلى مقاهٍ ومطاعم، كما تردد أخيراً، متطلعين إلى أن تلقى مناشدتهم استجابة من أمير المنطقة. وأكد المثقفون والتشكيليون ل«الحياة» أهمية قرية المفتاحة بالنسبة للحياة الثقافية والفنية في المنطقة وسواها، باعتبارها أصبحت معلماً ثقافياً بارزاً قل نظيره في مدن سعودية أخرى، تجب المحافظة عليه ودعمه. محمد علوان: المفتاحة رمز جميل يندر مثيله أقدم احترامي وتقديري لأمير منطقة عسير فيصل بن خالد، وأنا على يقين أنه، كما سمعت عنه من المثقفين، وبخاصة في منطقة عسير، يتمتع بإصغاء كامل لمعرفة جوانب الأمور ولن يغامر بسمعته وسمعة المنطقة لسماع بعض المنتفعين وهم الأبعد عن أجواء الثقافة. مثلت قرية المفتاحة ومازالت رمزاً جميلاً لمنطقة عسير يندر مثيله في مدن أخرى، فهي تمثل المسرح والفنون من رسم ونحت وتصوير ضوئي ومقتنيات عسيرية تظهر التاريخ الحضاري لهذه المنطقة، والأمير حريص على بقاء هذه القرية تشع وتبهر وتضيف للحركة الثقافية للمملكة لوناً جميلاً. اسمح لي أيها الأمير بسرد بعض الملاحظات: أولاً: إبقاء المراسم فهي تمثل خصوصية للقرية سواء للرسم أو للتصوير أو غيره. ثانياً: لا بد من وجود مواد منظمة لهذه العملية على سبيل المثال الحجز المسبق، والمدة الزمنية، ومقابلها أجر رمزي للمكان وفي حال البيع. ثالثاً: لكي يأخذ بعداً آخر يسمح أيضاً لفناني دول مجلس التعاون من مشاركة ضمن الشروط التي يتم الاتفاق عليها. رابعاً: فكرة النزل والمقاهي فكرة رائعة ويمكن إقامتها في الجانب الشمالي والغربي من القرية وأن لا تزيد على طابقين وتحتها المقاهي والحوانيت التي ترتبط بشكل أو بآخر بالتراث، وغير بعيد عنا تجربة «سوق واقف» في قطر، و«البجيري» في الرياض. أخيراً أكرر شكري للأمير فيصل الإنسان والمثقف، وندرك أن مسؤولية الأمارة هي ضمان الحماية والأمن، وغير ذلك لا بد من تكوين لجنة من الفنانين والمثقفين لتنظيم هذا الرمز لمدينة أبها ومنطقة عسير. يا أمير فيصل أنت الذي بيدك مفتاح المفتاحة. كاتب وقاص أنور آل خليل: عاشقون لفنهم يدافعون عن بيتهم عرفت اهتمام الأمير فيصل بن خالد إبان رئاستي للنادي الأدبي في الشأن الثقافي وحرصه الدائم على تطوير مساراته وتذليل ما قد يعترض طريق الثقافة من صعاب أو مشكلات. لذا لا أعتقد أن يرضى على قرية المفتاحة التشكيلية أو على أي من أبنائها بأي ضرر، وبخاصة أنها تأتي ضمن مركز الملك فهد الثقافي الذي يتسنم المشهد الثقافي في أبها بأنشطته الثقافية والفنية. أصبحت المفتاحة علماً ريادياً ليس في أبها وحسب بل على مستوى المملكة. وقبلة يشد لها أهل الثقافة رحالهم. من هنا أعتقد جازماً أن المفتاحة بما فيها ومن فيها تعيش في وجدان الأمير وأن حرصه على تطويرها يأخذ مكانة الصدارة في أولوياته اهتماماته. ولربما تولدت عن فكرة تطوير قرية المفتاحة لدى بعض العاشقين لفنونهم مخاوف مشروعة على بيتهم الذي جمعهم وعرف بهم لسنوات طويلة، فأخذتهم بذلك عاطفتهم إلى الدفاع عن هذا المعلم. وإنني على يقين أن لقاء ثقافي يجمع الجميع مع أمير المنطقة كما عودنا، كفيل بإيضاح الحقائق يشرح خلاله القائمون على المشروع أهداف التطوير ومميزاته لخرج الجميع برضا تام، و بقناعات تفضي إلى مزيد من التطوير والنجاح. وهذا ما أتوقع وآمل بأن يحدث. رئيس نادي أبها سابقاً إبراهيم مسفر الألمعي: شراكة المثقفين في التطوير ضرورية المفتاحة وجهة سياحة وتراث مدينة أبها ومعلم وطني وعربي للثقافة، ولذا فالاهتمام بها وتطويرها مطلب ينشده الجميع. صحيح أن قرية المفتاحة قدمت أعمال وفعاليات كبيرة ومميزة، غير أنها لم تحقق رسالتها المنشودة في الآونة الأخيرة، وكثير من الفنانين غادروا بسبب أو من دون سبب. المفتاحة تشعرك بروح أبها وحس المكان، هي قلب أبها على رغم الضعف في الأداء وتحقيق الرسالة. أنشأت المفتاحة لخدمة الثقافة بجميع مجالاتها فهي كانت تحتضن الأدباء والفنانين العرب. واعتقد أن المفتاحة ملك المثقفين، وبخاصة الفنانين وشراكتهم في التعديل والتطوير ضرورة. لذا إذا كان هنالك توجه نحو تطوير القرية فيجب مشاركة الفاعلين في أبهاوعسير ورؤية التشغيل قبل التعديل مهمة للغاية. أملنا بأن تبقى المفتاحة بوضعها مع بعض التحسينات التي لا تفقدها قيمتها. أو تطمس شكلها القديم الذي الفته العيون والقلوب، وهنا أنادي بتطوير شامل ومدروس في التصاميم الداخلية والتوزيع، ونوع الأنشطة والبرامج التي تقدمها إدارة القرية. ولدينا مشروع إعمار الديار التراثية في عسير الذي يشمل 10 قرى، وكلنا أمل بأن يكون لنا مكتب في المفتاحة لتنطلق منه الوفود السياحية. إدارة وتشغيل سياحة الثقافة والتراث في عسير عبدالله ثابت: مهما كانت الأسباب فلن تكون مقنعة مهما تكن الأسباب التي لم نعرفها بعد، فلن تكون مقنعة، هذا في افتراض حسن النية. لا يمكنني أن أنظر إلى المفتاحة إلا بوصفها ذاكرة، والمساس بها يلحق بما لحق بأبها وذاكرة أمكنتها من العبث. هذا الجزء الصغير من المدينة خرج من بين جنباته فن عظيم وفنانون كبار، وبدل أن يصان وتحيا أيامه ولياليه بالمعرفة والتشكيل والموسيقى والاهتمام، يراد له هذا القرار! ما يحدث غريب ويدعو إلى الريبة. شاعر و روائي حسن مخافة: المفتاحة مزار لفنانين من أنحاء العالم قرية المفتاحة التشكيلية ومسرحها الرائع أنشئت قبل ثلاثة عقود على نفقة بعض المؤسسات وعدد من رجال الأعمال. ولم يكن لها مرجعية أو مصادر تمويل لصيانتها وتطويرها لذلك أصبحت كل مرافقها متهالكة وأهملت القرية والمسرح وأشغل معظمها بجهات لا تمت إلى ما أسست من أجله بصلة. مع العلم أن القرية ومسرحها كانا محط رحال المثقفين والفنانين وعشاق التراث من مختلف أنحاء العالم. ونظراً إلى عدم وجود المرجعية والموارد المالية انهارت القرية بنشاطاتها وأوشك المسرح على الانهيار الفعلي بسبب عدم صيانته الدورية والعناية به. وقد أمر أمير المنطقة بإعادة ترميم القرية وتأهيلها، وهذا مطلب لا يعارضه أحد، ولكن ما أزعج أهالي المنطقة ومثقفيها وفنانيها هو ما وردهم من النية بتحويل المراسم إلى مقاهٍ بعدما أصبحت مراسمهم تستقطب كل محبي الفن التشكيلي من مختلف أنحاء العالم، وهذا التوجه بمثابة تحويل المدارس إلى مطاعم والجامعات إلى ملاهٍ، وجميع أهالي المنطقة بمختلف شرائحهم مع التطوير، ولكنهم يناشدون الأمير فيصل بن خالد بأن تبقى قرية المفتاحة التشكيلية لما خصصت له منارة للفن والإبداع وحفظ التراث والعناية به. ولا بأس في أن يكون فيها بعض المطاعم والمقاهي والخدمات المساندة على أن تكون في أماكن الجهات التي احتلت المكان من دون أن يكون لها علاقة به. باحث