ينطلق مشروع تطوير وترميم مركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة" في مرحلته الأولى شهر ذي القعدة المقبل، بتوجيه أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد، على أن يستكمل المشروع بالمرحلة الثانية خلال عام. وأوضح مدير المركز محمد السريعي أن المركز سيشهد إضافة مباني جديدة على طراز وهوية قرية المفتاحة في الجهة الشمالية مقر مهرجان مملكة الأطفال بالساحة الخارجية ، واستحداث مقاهي فاخرة ومطاعم فاخرة وأخرى شعبية ونوافير راقصة وممر مشاة ووحدات سكنية عالية المستوى، إضافة إلى ترميم المسرح وتطوير النظام الصوتي والكواليس. وأبان أنه سيتم تخصيص ساحة ترفيهية شبابية مقابلة للحرفيين، على أن يتم الاستفادة من صالة العرض، والمواقع التي ليس لها علاقة بالمركز. وأبان أن شركة ستسلم المشروع وتشغل المركز، فيما سيتم التوقيع مع شركة الزاهي كشريك وراعي رسمي لمدة 4 سنوات، لترميم المركز سنوياً، مقدماً شكره المدير التنفيذي بالشركة محمد الوادعي. وأوضح مدير مركز الملك فهد الثقافي أن لدى المركز فكرة لتسويق الأعمال الفنية للفنانين، وتنظيم معارض مستمرة على مدار العام، وجدولتها بشكل منظم، بجانب إبرام شراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لدعم مبادرة "عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام" بأعمال الفنانين وغيرها. ولفت إلى أنه تم فتح المراسم كاملة ل 27 فنانا تشكيليا ونحاتا ورساما للكاريكتير وخطاطا، وتخصيص مقر لنادي عسير الفوتوغرافي الذي يضم أكثر من 300 مصوراً فوتوغرافياً، في حين أنه في طور الاتفاق مع برنامج بارع التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار لتخصيص صالة عرض للحرفيين أيضاً. جدرايات تظهر إبداع فناني عسير بدورهم، أسهم فنانو عسير في إلباس المركز حلة جديدة وإيجاد حراكاً غير مسبوقا منذ سنوات طويلة، في المكان الذي يعد منارة للفنون والثقافة منذ إنشائه 1410 ه بفكرة من أمير منطقة عسير آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، يحمل الطراز المعماري القديم، ويهتم بالحركة التشكيلية والفوتوغرافية ويحضر بعض المهن والحرف والمشغولات اليدوية المحلية. ويأتي ذلك من خلال رسم جداريات المركز، تنوعت وتعددت بين المدارس الفنية المختلفة. ورسم الفنان محمد شراحيلي جداريتين، الأولى تحكي شموخ منطقة عسير وما تضمه المنازل من قط والزخرفه ودور المرأة العسيرية كإنسانة معاصرة في المجتمع من خلال عملها بالمزارع ومساعدة زواجها، والثانية جدراية لخيول عربية بشكل زخرفي تجريدي رمزي باستخدام ألوان باردة ودافئة. واستحدث الفنان إبراهيم أبومسمار جدراية تجسد ما يحتاجه الفنان من دعم وإعانة وإغاثة، خصوصاً في الفن المعاصر. ورسم الفنان سلطان عسيري مجسماً لمدينة أبها، وما تتمتع به طبيعية البناء وخضرة وزخرفة، بينما أظهر الفنان إبراهيم الألمعي البيئة العسيري التي تجسد بعض البيوت الحاملة للنمط المعماري العسيري والمدرجات الزراعية، إضافة للنقش العسيري "القط" بألوان الأكريليك في جداريتين. وأبدع الفنان إسماعيل الصميلي بلوحتين، الأولى كانت زخارف وحروف على واجهة المسجد بمنظور مختلف ثلاثية إبعاد تحمل عمق لافت، حرص أن تبعد عن الهندسية في المحراب وتكون نباتية، أما الثانية فكانت لوحة عربية واقعية لخيول بتفاصيل جميلة. وخرج الفنان ملفي الشهري عن التقليدية والمتعارف عليه سواء رسم الواقع أو الحروفيات أو التجريديات أو غيرها، بنقوش الفضة بالأشكال الهندسية مضمنة الخط الكوفي ب 4 ألوان مبسطة ودون تكلف في العمل أو الإخراج وبأسلوب التجريد الرمزي، وصل الفنان محمد آل شائع رسالة لشريحة الشباب، بأن يرون الطريق الصحيح، وعدم التأثر بالأفكار التي تأتي من الخارج، وأن يكونوا لحمة لصالح الوطن الغالي. وقام الفنان سعيد محيا بعمل تجريدي واقعي لتطاير قطرات الألوان في جدارية، وخط الفنان عبدالمجيد تركي الشهري الخط العربي في جدراية مسجد القرية. وعكس الفنان معيض الهاجري أثر قرية المفتاحة على الفنانين بخطوط ممتدة رمزية مقترنة برسالة ماجستير عام 1412 ه في جدراية، وحكى الفنان علي سلمان حي شعبي من المدينة المنورة في أخرى. وأخيراً قدم الفنانان بندر الأسمري وعبدالملك النعمه أعمالا واقعية لما تضمه القرية في جدرايتين، الأولى ورودا طبيعيا، والثانية نافذة. المفتاحة.. "حلقة وصل" يذكر أن أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد قال في تصريح سابق إن مركز الملك فهد الثقافي "المفتاحة" حلقة وصل بين إمارة المنطقة والمثقفين وأصحاب الفنون والإبداع والمجتمع العسيري بشكل عام، مشيرا إلى أنها أحد أبرز معالم مدينة أبها الثقافية والحضارية والسياحية، وأن أبواب قرية المفتاحة مشرعة، وإمكاناتها متاحة لكل الفعاليات والنشاطات التي تستقطب المبدعين في مختلف مجالات الفكر والأدب والفنون، التي بدورها تدفع بالشأن الثقافي إلى فضاءات أوسع وعطاءات أفضل، تتواكب مع تطلعات المثقفين والمبدعين.