هل لاحظ القارئ أن في الزواج شيئاً إسرائيلياً؟ واحدة تحتل بيتك ثم تطلب منك أن تدفع نفقات الاحتلال. الزواج شركة والشركة ستكسب وتستمر إذا كان الزوج شريكاً صامتاً. ولا يكفي أن يكون للزوجة آخر كلمة، بل يجب أن تكون لها آخر ألف كلمة. طبعاً ليس كل زواج خسارة، فهناك الرجل الذي قال لزوجته إنه عندما تزوجها كان وزنها 50 كيلوغراماً، وهو الآن مئة كيلوغرام، وأضاف: أنت الاستثمار الوحيد الذي نفذته في حياتي وتضاعف. وما دمنا في حديث الفلوس فهناك التي قالت له: لا تحاول أن تقنعني بالبقاء معك بسيارة جديدة أو معطف فرو أو بطاقة «كريدت»، ولكن أنا مستعدة أن أسمع منك عن سلة حوافز. لماذا أتكلم عن الزواج اليوم؟ لأنني تعبت من الخسائر العربية الأخرى، ثم انني تلقيت من قارئة عزيزة عليّ رأياً يقول إن الرجال مخلوقات غريبة، وشرحُ ذلك أن الرجل إذا جادلته قال إنكِ عنيدة، وإذا جلستِ صامتة قال إنكِ كئيبة، وإذا لم تحبيه حاول أن يمتلكك، وإذا أحببته يتركك، وإذا أخبرته عن مشاكلك قال إنّك مزعجة، وإذا لم تخبريه قال إنك لا تثقين به، وإذا نجحت في عملكِ فهو الحظ، وإذا نجح هو فلذكائه، وإذا جرحته فأنت قاسية، وإذا جرحك فأنت حساسة جداً. ثمة صواب كثير في ما سبق وأيضاً في القول إن الرجل مشغول دائماً، إلا أنه يجد وقتاً للنساء، والرجل يريد المرأة الى جانبه ثم يفكر في امرأة أخرى، ويرتبط بأخرى ثم يغضب إذا تركته الأولى. والمرأة لا تنام قبل أن تطمئن على البيت كله، وتضع رأسها على المخدة ويؤرقها مرض الولد ودراسة البنت، وموعد طبيب الأسنان للزوج، وعزاء الجارة، وما تطبخ غداً. أما الرجل فينام قبل أن يصل رأسه الى المخدة ويعلو شخيره ليوقظ أهل البيت، وأحياناً الجيران، وفي الصباح يدعي أنه لم ينم «كويّس». وهي تعيش على الخس والجزر وتلتزم الريجيم والرياضة والأكل الصحي، لا لشيء إلا لتبدو جميلة في عينيه، أما هو فيعيش ليأكل وينمو بالعرض، وتحديداً في محيط الكرش، ما يكسبه شكلاً انسيابياً مثل سيارات السباق ثم يقول ببساطة: الرجال مش بشكلهم. أزيد من عندي عطفاً على ما سبق مثلاً قديماً هو «أكل رجالها على قد فعالها». غير أننا لو طبقنا المثل على أكثر رجال زماننا هذا لماتوا من الجوع، فهم لا يعملون غير الحكي. ثم يزعمون أن المرأة كثيرة الكلام. غير أن هناك وسائل لجعل الرجل يعمل، وأنجح أسلوب إذا رفض زوجك القيام بعمل في البيت أن تقولي له إنه كبر ولم يعد يستطيع القيام به، لأنه عند ذلك سينفذه، ولو كان هناك مباراة كرة قدم على التلفزيون. وقرأت: - كل رجل يفضل أن يكون الزوج الثاني لأرملة بدل الزوج الأول. - هي: كنت غبية عندما تزوجتك. هو: أعرف ذلك ولكن كنت مغروماً بك ولم ألاحظ ذلك. - زوجتي طالبة تاريخ... دائماً تنبش الماضي. - سألته: هل أبدو في الثلاثين؟ قال: لا، ولكن لا بد أنك كنتِ تبدين في الثلاثين عندما كنت في الثلاثين. - الفرق بين عشيق وزوج، ليل ونهار. - طلبت أن تذهب في إجازة الى حيث لم تذهب من قبل. اقترح عليها المطبخ. - أسوأ كلمتين يسمعهما الرجل هما: لا وتوقف... إلا إذا جاءتا معاً. - لماذا لا تتزوج الكلاب؟ لا حاجة لأنها تعيش «عيشة كلاب» أصلاً. - الحبيبة مثل الشوكولا، لذيذة دائماً. الزوجة مثل الرز المسلوق، يؤكل إذا لم يوجد طعام آخر. - كل من يريد أن يطول عمره عليه أن يتزوج، لأن الأيام ستمر عليه ببطء شديد. - (وبالمعنى السابق) كل من يريد أن يطول عمره عليه أن يتزوج لأنه سيتخلى عن الرغبة في طول العمر. إذا كانت لي كلمة جد وسط الهذر السابق كله فهي ان المرأة في الغرب بعد أن تساوت مع الرجل أخذت تظلمه، أما المرأة في بلادنا فمظلومة حتى إشعار آخر، وظلمها ليس نكتة أبداً. وأعرف أن الموضوع لن يحسم في عجالة صحافية فأترك القارئ مع عصارة معرفتي بالحب ومشتقاته، فإذا كان خدها بلون الورد الأحمر، وشفتاها كالنار، وهي ترتعش بين يديك، أبعد عنها بسرعة لأنها مصابة بملاريا. الطبيب يعرف كيف يعالج الملاريا، أما الحب فعلاجه الزواج. [email protected]