وضع الاتحاد السعودي لكرة القدم برنامجاً ضخماً للمنتخب السعودي للشباب الذي يستعد للمشاركة في بطولة الخليج الأولمبية الثانية في قطر، ثم بطولة أمم آسيا في الصين، ومن ثم البحث عن بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم للشباب. الاتحاد السعودي وضع ثقته في جهاز فني بقيادة خالد القروني ومساعده أحمد زايد، وجهاز إداري بقيادة مدير المنتخب عبدالله المصيليخ وعلي الشعيلان، ومقومات الخبرة والقيادة الجيدة متوافرة في فريق العمل الفني والإداري، وهذا أهم وأول عناصر النجاح، وإذا توقفنا عند مدربنا الوطني خالد القروني فلا بد من تزكيته بمشواره الرياضي الحافل، عندما كان لاعباً في نادي الرياض يملك إمكانات فنية عالية، ثم مدرباً وطنياً شق طريقه بقوة واستطاع قيادة أندية سعودية عدة، بما فيها الاتحاد (بطل آسيا)، والقروني سلّح نفسه بالدراسة والتعليم والدورات المحلية والخارجية، وأصبح من الفنيين الذين نفخر بهم ونثق فيهم، وهو متمكّن من أدواته وقادر على قيادة المنتخب السعودي للشباب بكل اقتدار. والمنتخبات السنية غابت في السنوات القليلة الماضية عن المنجز على الساحة الآسيوية، وهي الساحة التي تمنح أبطالها شرف الوصول لنهائيات كأس العالم للشباب أو الناشئين، وغياب المنتخبات السنية السعودية عن المنجز الخارجي حاصره الوسط الرياضي والنقاد بأساليب الطرح كافة، واستمر السؤال يركض على شفاه الوسط الرياضي عن سر هذا الغياب، وصحيح أننا نعمل ما بوسعنا ونستعد لهذه البطولات بالوسائل المتاحة، لكن غيرنا أيضاً يستعد بالزخم نفسه وبالآلية نفسها، بل وأفضل منا وهذا حق مشاع للجميع. التقيت بالمنتخب السعودي الشاب المعسكر حالياً في أبها، ووجدت عملاً احترافياً منظماً من الجهازين الفني والإداري، ووجدت خامات شابة سيكون لها شأن في الكرة السعودية، وأهم ما لمسته تلك العزيمة والإصرار من اللاعبين لصناعة جيل ذهبي للكرة السعودية، ولذا فإن درجة التفاؤل كانت عنوان مشاعري، وفهمت من هذه التحضيرات المثالية وهذه الجهود الكبيرة أننا أمام جيل ذهبي سيترك بصمة على الكرة السعودية وسيجبر الوسط الرياضي كافة على الاحتفاء به قريباً. وسّع الجهاز الفني دائرة الاختيار، واتجهوا لكل مساحات الوطن من أجل اكتشاف المواهب ومن أجل صناعة منتخب يكون نواة لمونديال البرازيل 2014 إن شاء الله، وتمت التحضيرات محلياً وخارجياً، وأصبح المنتخب السعودي الشاب في جاهزية فنية وبدنية عالية، ومع هذا همست في أذن مدربنا القدير خالد القروني وقلت له: الوسط الرياضي يفرش لك الورود الآن، لكن شوكها سيطاول الجميع إذا لم يتحقق الإنجاز، فتبسم وكأنه يقول: «تفاءلوا بالخير تجدوه». [email protected]