أظهرت دراسة سعودية حديثة أن النساء يتعرضن لزيادة الوزن في شهر رمضان، وان العزائم والأكل غير الصحي، خصوصاً الأكلات الرمضانية ذات السعرات الحرارية سبب في ذلك، وأن الخوف من السمنة نتيجة الافراط في المأكولات وتنوعها ينغص على النساء فرحة شهر رمضان الذي ينتظره المسلمون في جميع أنحاء العالم. ويؤكد استشاري التغذية العلاجية نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد المدني، أن دراسة أجريت من عشرة أكاديميين من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة خلصت إلى أن السيدات في نهاية شهر رمضان يتعرضن الى زيادة ملحوظة في الوزن، واعتمدت الدراسة في تجربتها على قياس الوزن للسيدات قبل شهر رمضان ومن ثم قياسه في نهاية الشهر المبارك، وأثبتت ان النساء اللاتي خضعن للتجربة تعرضن لزيادة في الوزن بشكل ملحوظ. ويرجع المدني اسباب زيادة الوزن الى عوامل عدة أهمها العزائم، إذ تقضي العادات والتقاليد العربية بتقديم مائدة متنوعة من المأكولات للضيوف، ومن هنا نجد ان المضيف يتفنن في تنويع الأطباق الرمضانية على السفرة، وغالبيتها من الأكل غير الصحي من المقالي والنشويات والمعجنات، وكل هذه الأطعمة ذات كثافة عالية من السعرات الحرارية التي تؤدي الى زيادة الوزن، كذلك ظهور أكلات مخصصة لشهر رمضان فقط مثل السمبوسة والكنافة ولقمة القاضي وبعض أنواع الحلويات، وكلها تحوي نسباً عالية من السعرات الحرارية. وأشار إلى أنه على رغم اكل الأطعمة ذات النسب العالية من السعرات الحرارية، إلا ان الحركة تقل في شهر رمضان، ولا يبذل الانسان أي مجهود، خصوصاً النساء ما عدا الصلاة، ويوضح ان المجهود الرياضي والنشاط البدني يؤدي الى استهلاك جزء من الطاقة، لكن ما يحدث خلاف ذلك، فنجد ان السيدات في شهر رمضان لا يمارسن أي نوع من المجهود، وبالتالي من المفروض ان يستهلكن كمية أقل من الأكل قياساً بنشاطهن البدني، مشيراً الى ان البعض يكتفي بالعبادة لكنها لا تكفي لحرق السعرات الحرارية ولا بد من المجهود البدني. ويلفت المدني الى عامل مهم جداً يؤدي الى زيادة الوزن وهو النهم في الأكل، إذ يستمر الناس في الأكل من بعد الفطور حتى الإمساك، وعند موعد السحور يفرط في عملية الأكل كأنه يدخل حرباً، وكل هذه العوامل تؤدي الى زيادة السعرات الحراية التي يتناولها الأشخاص، وتقابلها قلة النشاط الحركي فيؤدي الى تجمع في السعرات، وأي زيادة في السعرات عن احتياج الجسم فإنها تتحول الى دهون، وبالتالي تظهر على الانسان السمنة، مضيفاً أن الاعلانات التجارية التي تخاطب الحواس من النظر والشم تؤثر في عملية الأكل وعدم القدرة على التحكم في التهام الطعام. ونصح الصائمين باعتبار شهر رمضان شهراً للعبادة، وليس شهر عزائم وتركيز على الأكل، وتقسيم الوجبات الى ثلاث فطور وغداء وعشاء، موضحاً: «على الصائم أن يعتبر الافطار وقت أذان المغرب كأنه فطور في الأيام العادية، ويأكل أكلاً خفيفاً، ومن ثم في الساعة ال10 او ال11 يأكل وجبة بسيطة أيضاً ومن ثم في وجبة السحور يعتبرها مثل وجبة العشاء ويجعل في اعتباره أنه سينام بعدها»، مشدداً على أهمية تنظيم الأكل والإكثار من الخضار وأكل الفاكهة، والأهم التقليل من المقالي والمشروبات الغازية والأكل الذي يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، ونسب أقل من الفيتامينات والعناصر الغذائية لتفادي زيادة الوزن والحفاظ على صحة أفضل.