يعد صيام شهر رمضان هذا العام الأطول منذ خمسة أعوام، إذ تبلغ ساعات الإمساك عن الأكل والشرب 15 ساعة يومياً بحسب تقويم أم القرى. فيفقد جسم الإنسان خلال ساعات النهار كميات كبيرة من السوائل والفيتامينات التي يحتاجها خلال الحركة وخلال تعرضه لأشعة الشمس المباشرة، بحسب ما تصفه أخصائية التغذية رزان لقمان. وتضيف أنه يجب شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل أثناء ساعات الإفطار واختيار المأكولات الغنية بالماء مثل الشوربات الخفيفة والفاكهة والسلطات الغنية بالخضراوات، إذ إنها تعوض الجسم بالأملاح والمعادن المفقودة خلال اليوم، كما أن الفاكهة والخضراوات تمد الجسم بالماء والفيتامينات والمعادن التي تحفظ توازن السوائل في الجسم وتساعد على الشعور بالنشاط والحيوية. وتنصح لقمان بعدم الإكثار من المأكولات التي تحوي الصوديوم كالمخلالات والأجبان والتعويض عنها بشرب كوب من اللبن قليل أو خالي الدسم، وتنصح بالمحافظة على الوزن حتى يحدد الصائم كمية الغذاء والانتباه إلى أن أي شيء عدا الماء يحوي سعرات حرارية قد تكون سبباً في زيادة الوزن الذي يشكو منه كثير من الناس في شهر رمضان على وجه التحديد. وتذكر أخصائية التغذية أن تناول وجبات كبيرة ودسمة تحتاج إلى مجهود كبير للهضم فمعظم الدم يذهب إلى المعدة ويقل عن باقي الجسم فيشعر معه الإنسان بالخمول والتعب. وتؤكد رزان لقمان أن التدرج في الطعام أثناء الإفطار ينبغي على الصائم اتباعه حتى يحافظ على صحة سليمة، وعدم إجهاد أعضاء الجسم فسكون المعدة مدة 15 ساعة بلا طعام أو شراب وعليه يجب تهيئتها لما هو قادم من الطعام المتنوع، فيبدأ الصائم بالأكل بتأنٍ ومضغ الطعام جيداً بعدها يتوقف للصلاة، فبذلك تكون المعدة قد تهيأت لاستقبال الطعام الأثقل، ولا يعني ذلك الإفراط في تناول الدهون - بحسب قولها - وإنما احتساء الشوربة الخفيفة أو مرق اللحم أو الدجاج بعد نزع الجلد من الدجاجة قبل السلق وتناول الخضراوات التي تمنح الجسم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم. وحذرت رزان من الإفراط في تناول العصائر السكرية لأنها تعمل على رفع مستوى الأنسولين في الدم، وهذا يسبب هبوطاً حاداً في نسبة السكر، فهذا التذبذب يؤدي إلى حالات صداع الرأس وعواقب غير صحية أخرى. وتضيف أخصائية التغذية أن وجبة السحور يجب أن تكون متنوعة مع الإقلال من البروتينات والنشويات والابتعاد عن الحلويات، وتنصح بتجنب شرب المنبهات كالشاي في الأوقات المتأخرة من الليل وبُعيد السحور، وتنبه إلى عدم الإكثار من شرب الماء بعد السحور، معللة ذلك بأنه يدر البول فيفقد الجسم ما يحتاجه من النشادر والأملاح فيشعر الصائم بالإرهاق والتعب أثناء النهار.