ما زال جيم ديلاكيس يتذكر وقوفه تحت شرفة حبيبته حاملاً مسجلة أغان تنطلق منها أغنية للمغن جورج مايكل، كانا يعشقان سماعها معاً، بعدما أنهت علاقة حب جمعتهما برسالة تقول له فيها: «شكراً على كل شيء... على كل منا المضي في طريقه». وشرح معاناته بعد الفراق: «الشهور الأولى كانت بشعة، لأن الانفصال عن شخص مثل الموت تماماً، إلا أنه أسوأ لأن الجثة تظل على قيد الحياة وحيدة». وأفاد موقع شبكة «سي أن أن» الإلكتروني بأن بحثاً علمياً حلّل استمرار الولع بحب شخص رفضك. وكشف البحث أن هذا الولع له دعائم بيولوجية حيث تشغل قضية الانفصال عن الحبيب مناطق محددة في الدماغ مسؤولة عن الإدمان، لأن العقل هو المحرك الأساس للعواطف والأحاسيس التي يشعر بها المرء تجاه إنسان آخر. وتفيد الدراسة التي نشرت في «دورية فيزيولوجية الأعصاب» بأن الدماغ يتعامل مع الحب مثل الإدمان، دائماً في حاجة إلى جرعات منه مثل المخدر. وقامت هيلين فيشر الباحثة في البيولوجيا البشرية في جامعة روتجرز في نيوجرسي، وفريق البحث، بفحص أدمغة 15 شخصاً انفصلوا عن شركائهم بعد نحو سنتين على الأقل على العلاقة، وما زالوا يكنّون المشاعر لهم، وذلك قبل 63 يوماً من بدء الدراسة. وشاهد المشاركون في الدراسة صورة للحبيب وصورة لشخص عادي يعرفونه لا تربطهم به علاقة. وقد حلّوا مسألة رياضية بين الوقت الذي شاهدوا فيه صورة الحبيب الذي نبذهم والصورة الحيادية. وأظهر الاختبار تشغيل منطقة في الدماغ مسؤولة عن التحفيز والمكافأة عند رؤية صورة الحبيب، كما شغّلت الصورة مناطق مرتبطة بالإدمان على الكوكايين أو النيكوتين، إضافة إلى منطقة مسؤولة عن الألم الجسدي والحزن. وعقّبت فيشر على نتائج الدراسة بالقول: «الحب الرومانسي هو إدمان، إنه إدمان قوي ومذهل حين تسير الأمور على ما يرام، وإدمان رهيب حين تسير الأمور على نحو سيء». وتابعت: «عند الرفض تصبح مجنوناً بحب ذلك الشخص... وتتوق له بشدة، ويتملكك التفكير به، وتحس بألم جسدي ومعنوي... فأنت ما زلت مرتبط بعمق به، وأنت تحاول يائساً تحديد ما حدث بالضبط». وفسرت بأن تلك المشاعر قد لا تقود بالضرورة إلى تصرفات غير سوية، إلا أنها قد تربك البعض وتدفعهم الى سلوك مقلق مثل تتبع الحبيب، غير أن العلماء طمأنوا أن الوقت كفيل بالشفاء من هذا الإدمان. وأشار الباحثون إلى أن الانشغال بأنشطة أخرى مثل الكتابة أو الغناء أو التكلم عن المشكلة مع الآخرين قد يخفف وطأة هذا الإدمان.