بيت لحم (الضفة الغربية) - أ ف ب - رحب مسيحيون فلسطينيون وفدوا الى بيت لحم في الضفة الغربية حيث ولد السيد المسيح، للاستماع الى البابا، برسالة السلام والدعم التي وجهها في مدينة مزقها الاحتلال الاسرائيلي. ودعا البابا بنديكتوس السادس عشر المسيحيين الى أن يكونوا «جسر حوار وتعاون بناء في صنع ثقافة سلام تتجاوز المأزق الحالي للخوف والأعمال العدوانية والحرمان». وقال حسام (30 عاماً) الذي أتى من جنين (شمال) لحضور القداس في الهواء الطلق إن «البابا يدعو الى التسامح والحياة جنباً الى جنب مع اسرائيل، ونحن سعداء بتوجيهه هذه الرسالة». وأضاف هذا الشاب الفلسطيني أن «هذا مهم لنا لأننا نعاني من الحصار والحواجز. والمهم أنه أتى ليقول ذلك في بيت لحم، في فلسطين بالذات». وأفاد حسام أنه غادر عند الساعة الرابعة صباحاً ليصل الى وجهته بعد خمس ساعات، إذ تعترض حواجز الجيش الاسرائيلي الطريق بين جنين وبيت لحم اللتين تفصلهما مسافة مئة كيلومتر. وأعرب عن أمله في «أن يؤدي ذلك إلى تغيير الأمور، إن شاء الله، لكننا لا نتوهم كثيراً». وتجمع ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص في باحة المهد الواقعة بين كنيسة المهد ومسجد، والتي خضعت إلى رقابة أمنية مشددة. ورفع علم فلسطيني ضخم على الحائط المقابل للمنصة التي وقف عليها البابا. وجلس المسؤولون في الصف الأول، فيما رفعت الحشود أعلاماً فلسطينية وأعلام دول أخرى كاسبانيا وبولندا وكرواتيا والمكسيك والارجنتين. كما حضر عدد كبير من الأطفال بعد اعلان السلطة الفلسطينية أمس الاربعاء يوم عطلة للمدارس. وارتدى بعضهم قمصاناً قصيرة تحمل صورة البابا، أو صورة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي أحد جوانب الباحة، وقفت عائلات حملت صوراً لأقارب معتقلين في السجون الاسرائيلية. وأتى ساري (50 عاماً) برفقة زوجته وأطفاله من القدسالمحتلة حيث تعذر عليه حضور القداس البابوي أول من أمس. وقال إن «هذا الحج في الأراضي المقدسة هو زيارة تاريخية بالنسبة الى فلسطين والفلسطينيين، وللمسلمين والمسيحيين». وأضاف: «توقعنا أن يتحدث البابا عن المحبة والتسامح والسلام بين الشعوب». وتابع: «نأمل في أن تأخذ اسرائيل أقواله في الاعتبار لأن من المهم لهم (الاسرائيليين) أيضاً أن يصنعوا السلام». وبين صفوف الحشد، جاء حوالي مئة مؤمن من قطاع غزة وانتظروا أن يتحدث الحبر الأعظم عن مصيرهم فيما لا يزال القطاع خاضعاً إلى حصار اسرائيلي صارم منذ حزيران (يونيو) عام 2007. ولم يخيب البابا آمالهم، فرفع الدعاء في مطلع عظته من أجل رفع الحصار سريعاً، وهو ما صفقت له الحشود طويلاً. وقال الأب خورخي هيرنانديز الكاهن الأرجنتيني لرعية غزة: «بالنسبة الى الكاثوليك في غزة، إن زيارة البابا مفيدة جداً لأنها تمنحنا الشجاعة». وقالت نيفين (38 عاماً) وهي من أبناء غزة «إنه أمر يمدنا بالأمل في السلام والامن». وأضافت: «نريد أن يأتي البابا الى غزة ليرى كيف نعيش، وأي حال نحن فيها. نريد رفع الحصار، وأن يتركوا (الاسرائيليون) لنا بعض الحرية». وعند وصوله الى بيت لحم، أكد البابا لسكان غزة «تعاطفه العميق» بعد الهجوم الاسرائيلي على القطاع بين كانون الاول (ديسمبر) عام 2008 وكانون الثاني (يناير) عام 2009، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين.