بعد وضع العملة الأوروبية الموحدة تحت مظلة إنقاذ أوروبية مطلع حزيران (يونيو) الماضي في بروكسيل، وتعزز النمو الاقتصادي في ألمانيا، يتوقع خبراء واقتصاديون ألمان وأوروبيون عودة اليورو إلى الارتفاع. وإذا كان العديد منهم ينتظرون تسلق اليورو إلى 1.3 دولار أو أكثر بعدما هبط إلى ما دون 1.19 دولار، لم يجرؤ أحد منهم على القول إنه سيعود إلى مستواه القياسي السابق 1.45 دولار. وذكر كبير خبراء اتحاد التجارة والصناعة الألمانية فولكر تراير أنه ينتظر أن ترتفع قيمة العملة الأوروبية الموحدة من الآن وحتى نهاية العام الحالي إلى 1.3 دولار أو أكثر، مشيراً إلى أن الاقتصاد الألماني قادر على تحمّل قيمة أعلى. وأكد أن اليورو الضعيف يرخّص الصادرات الألمانية ويحسّن الموقع التنافسي للشركات الألمانية في الأسواق الدولية، لكنه يرفع في الوقت ذاته من تكلفة النفط والثروات الطبيعية الأخرى التي تستورد من الخارج. ولحظت النشرة الاقتصادية الشهرية الصادرة أخيراً عن غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية أن وضع اليورو بدأ يتحسن منذ إقرار وزراء مال دول منطقة اليورو ال 16 تأسيس «صندوق دعم لليورو» بقيمة 440 بليون يورو، حصة ألمانيا منها 148 بليوناً. وعلى رغم أنه بقي بين 22,1 و24,1 دولار في بورصات أوروبا والعالم ليستقر على 1.26 دولار تقريباً الأسبوع الفائت، أمل خبراء في تحسن وضعه، ولو ببطء. وأكّد رئيس مجموعة اليورو رئيس حكومة اللوكسمبورغ جان كلود يونكر أن صندوق الدعم الذي اتفق عليه يبدأ مهماته حالما تتم المصادقة عليه. ولهذه الغاية سارع البرلمان الاتحادي ومجلس اتحاد الولايات الألمانية إلى المصادقة على الحصّة الألمانية في الصندوق. وأكّد وزير المال فولفغانغ شويبله أن صندوق الدعم «خطوة أولى لاستعادة الثقة التي فقدها اليورو خلال الفترة الماضية» مضيفاً أن «ما تريده أسواق المال هو أن نُتبع الأقوال بالأفعال». وبصورة موازية لسعر اليورو عاد مؤشر الأسهم الألماني «داكس» إلى التحسن فارتفع مجدداً في الأيام الماضية إلى ما فوق ستة آلاف نقطة وكاد أن يستعيد حدّه الأعلى الذي سجله في نيسان (أبريل) الماضي (6342 نقطة) لو لم يُصب مالكو الأسهم بخيبة من عدم خفض الصين قيمة عملتها اليوان، كما وعدت عشية عقد قمة الدول العشرين في كندا. وأدت الخيبة هذه إلى تراجع سريع في المكاسب التي حققها مؤشر الأسهم الألماني ليتدحرج من جديد إلى ما دون حاجز الستة آلاف نقطة (بين 5800 و5900 نقطة) لأيام قبل أن يستأنف صعوده البطيء والمحدود فوق الحاجز المذكور (6068 نقطة) نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري.