بغداد - رويترز - يخشى الكثير من العراقيين ظهور موجة جديدة من العنف عندما تغادر القوات القتالية الأميركية المدن في حزيران (يونيو) المقبل. ولكن القادة الاميركيين وضعوا خططا تتيح اعادة نشر قواتهم من قواعد في المحافظات اذا لزم الامر. وتعتبر نهاية حزيران محطة أساسية في انتقال العراق من الاحتلال العسكري الاميركي الى السيادة الكاملة. وأثار تصاعد العنف في بغداد في الشهر الماضي وتمرد متواصل في مدينة الموصل ،في شمال البلاد، شكوكا في ما إذا كانت قوات الامن العراقية مستعدة لتولي مهماتها. ويخشى البعض من احتمال استغلال المسلحين هذا الانسحاب في العودة مرة أخرى. وقال الميجر-جنرال ديفيد بركينز، الناطق باسم القوات الاميركية في العراق: «نضع في اعتبارنا أن المقاتلين سيحاولون استغلال أي شيء يعتقدون أن بإمكانهم استغلاله لإحداث فوضى.» وتحدث حمزة العامري (41 عاما)، وهو متعاقد قتلت «القاعدة» والده وأخاه، عن الوضع بشكل أوضح فيقول: «اخشى من انسحاب القوات الاميركية. الميليشيات اختفت من الساحة خوفا. الآن ستغتنم الفرصة للقيام بأعمال انتقامية ضد العراقيين.» وقال مسؤولون عسكريون عراقيون وأميركيون ان الانسحاب إلى قواعد أكبر خارج البلدات لن يغير الطريقة التي تعمل بها القوات. وأوضح بركينز ان الانسحاب المقبل«ليس تغييرا جذرياً في الطريقة التي تنفذ بها العمليات»، مضيفا أنه في الوقت الذي تعيد فيه القوات الانتشار «سيظل هناك مستشارون أميركيون لدى القوات العراقية التي تم تدريب الكثير منها أيضا على مهمات قتالية». وتدرك الحكومة العراقية حاجتها إلى دعم أميركي مستمر. ولكن انسحاب القوات من البلدات والمدن ضروري لأن رئيس الوزراء نوري المالكي تعهد بالتخلص من الوجود العسكري الاجنبي بشكل تدريجي. وقال دان بليش، مدير كلية الدراسات الشرقية والافريقية في لندن ان على الاميركيين «أن يجعلوا أنفسهم غير مرئيين.» وسلم الجيش الاميركي 65 قاعدة منذ بداية عام 2009 وسيبدأ الاستغناء عن 58 قاعدة أخرى بحلول نهاية حزيران. وكان مسؤولون أميركيون يقولون في بعض الاحيان انهم ربما يحتاجون للبقاء في مناطق أكثر عنفا مثل الموصل، ولكن العراق استبعد ذلك . وقال تحسين الشيخلي، الناطق المدني باسم خطة أمن بغداد: «الى الآن ليس هناك استثناءات. هناك عنف.. ولكننا نعتقد بأن القوات العراقية يمكنها التعامل معه». ولكن ما من أحد يرغب في المخاطرة. ومن أجل الالتفاف على المخاطر تم تعريف ما هو داخل المدن وما هو خارجها، ما يجعل القوات الاميركية قريبة من الاماكن المضطربة. وتصنف قاعدة «مارز» المترامية الاطراف وفيها معظم القوات القتالية التي تقوم بعمليات في الموصل على أنها ريفية، على رغم أن ثلاثة أرباع أسوارها ملاصقة للمدينة. كما ستظل قاعدة «أرهورس» الرئيسية في محافظة ديالى لأنها من الناحية النظرية خارج بعقوبة عاصمة المحافظة. ووراء الكواليس بدأ الاميركيون ينسحبون بالفعل بطريقة بالغة الحذر وبشكل تدريجي. وقال مايكل أوهانلون المتخصص في السياسة الاميركية في معهد بروكينغز: «هناك الواقع السياسي الذي لا بد أن يكون فيه وضوح شديد كي ترضى الاطراف المختلفة ولكن هناك أيضا واقع ميداني». والتحول التدريجي جزء من انسحاب أوسع نطاقا للقوات بموجب الاتفاق الامني الذي ينص على انسحاب كل القوات من العراق بحلول عام 2011. كما تعهد الرئيس باراك أوباما. وخفضت القوات الاميركية بالفعل وجودها منذ أن أمر الرئيس السابق جورج بوش بإرسال 30 ألف جندي اضافي لمنع انزلاق العراق الى الحرب الاهلية عام 2007. وكانت الألوية الخمسة التي أرسلت بناء على أمر بوش قد انسحبت في أيلول (سبتمبر) العام الماضي.