تتناقض تصريحات المسؤولين في بغداد مع تصريحات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بالفلوجة. وبعدما أكد العراقيون تحرير أكثر من 80 في المئة من مساحة المدينة، أعلن الناطق باسم التحالف الجنرال كريستوفر غارفر أن القوات العراقية لا تسيطر إلا على ثلث مساحتها، وهي مستمرة في حملتها، على «داعش» انطلاقاً من وسطها لاستعادة الأطراف. (راجع ص 2). إلى ذلك، أعلن رئيس البرلمان سليم الجبوري، بعد جولة في الأحياء الداخلية في الفلوجة، أن تحرير المدينة «فتح كل الطرق لتحرير نينوى». ونقلت وكالة «أسيوشتدبريس» عن الجنرال غارفر قوله إن: «معظم المناطق التي حررت في الفلوجة تقع إلى جنوبها»، وأضاف: «يبدو أن داعش ركز قوته في محيط المدينة، وهو الآن يخوض معارك شرسة للدفاع عنها». وتابع: «كلما تقدم الجيش العراقي كلما واجه عقبات صعبة، وأمامه معارك عنيفة»، في الأيام القليلة المقبلة. يذكر أن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أعلن، قبل يومين أن «80 في المئة من مساحة الفلوجة تم تحريرها»، فيما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي أن ما بقي تحت سيطرة «داعش» مجرد جيوب صغيرة سيتم تحريرها خلال ساعات. من جهة أخرى، أشاد الجبوري، خلال مؤتمر صحافي من داخل مستشفى الفلوجة ب «الإنتصارات الكبرى التي حققتها قواتنا المسلحة». وأضاف «نحن فخورون بهذا الإنجاز التاريخي»، وزاد أن «تحرير الفلوجة فتح كل الطرق لتحرير نينوى وهزيمة داعش وإنهاء وجوده في العراق في شكل كامل». إلى ذلك، قال الناطق باسم «قيادة العمليات المشتركة» العميد يحيى رسول: «استطاعت قوات مكافحة الإرهاب تحرير حي الشرطة، بعد قتل العديد من الدواعش الإرهابيين، وتدمير عدد من العربات المفخخة بمن فيها من المسلحين، وتم رفع العلم الوطني فوق مبانيه». وأشار إلى أن «وحدات جهاز مكافحة الإرهاب وصلت إلى نهاية أهدافها المخطط لها»، موضحاً أن «أحياء الجولان والمعلمين والضباط والأندلس تجري فيها عمليات تطهير لما تبقى من جيوب داعش، وقواتنا في غرب بغداد، المتمثّلة بفوج مغاوير، تعمل على رفع العبوات وتطهير المستشفى الأردني والطريق باتجاه شارع وجسر الموظفين»، مشيراً إلى أن «الساعات القليلة المقبلة ستشهد الكثير من الانتصارات». وأفاد قائد الشرطة الإتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس بأن «مغاوير الاتحادية سيطروا على الجسر الحديد وحي السراي المجاور لمقبرة الفلوجة واستولوا على 3 شاحنات محملة أعتدة وأسلحة»، فيما قال الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي إن «القوات الأمنية استطاعت تطهير مناطق الجغيفي الثانية ومنطقتي الضباط الأولى والثانية والحي العسكري والشرطة». وأضاف أن «القوات تتقدم في محاذاة نهر الفرات» في الجانب الغربي من المدينة، وداخل أحياء الجمهورية (وسط) وعند أطراف الرصافي والمعلمين و نيسان»، في الجانب الشمالي. وأكد العقيد جمال الجميلي، وهو من قوات الطوارىء في شرطة الأنبار تطهير هذه المناطق، وقال إنها «ذات أهمية كبيرة كونها كانت خط صد (دفاع) لمسلحي داعش».