أعلنت السلطات الإيرانية أمس إحباط «مخطط إرهابي» ضخم أعدّته «جماعات تكفيرية» لتنفيذ تفجيرات، بعضها انتحاري، في طهران ومدن أخرى. وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها أجهزة الأمن الإيرانية عن مخطط يستهدف العاصمة، وكانت أعلنت إحباط عمليات إرهابية في مناطق حدودية أو بعيدة من طهران. وأعلن وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي الشهر الماضي تفكيك 20 «مجموعة إرهابية» اتهمها بالتخطيط لتفجيرات. كما اتهمت السلطات الإيرانية تنظيم «داعش» بإعداد «مؤامرات» ضدها، من «عاصمة» التنظيم في مدينة الرقة السورية. وكان لافتاً أن البيان الذي أصدرته وزارة الاستخبارات الإيرانية لم يتّهم تنظيماً محدّداً مصنّفاً إرهابياً، مثل «داعش» أو «القاعدة»، بل لمّح ضمناً إلى دور إقليمي. أتى ذلك بعد يوم على إقصاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مساعده للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، وإبداله بالناطق باسم الوزارة حسين جابري أنصاري الذي يُعتبر «صديقاً» للدول العربية. وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية «إحباط واحدة من أضخم مؤامرات المجموعات الإرهابية والتكفيرية» لتنفيذ «تفجيرات في طهران ومحافظات إيرانية»، خلال إحياء ذكرى وفاة السيدة خديجة، زوجة النبي (صلى الله عليه وسلم) الخميس الماضي. وأشارت إلى «اعتقال الإرهابيين وضبط عبوات جاهزة للتفجير وكميات ضخمة من المواد الأولية للتفجير». وأضافت أن «التحقيقات الميدانية ما زالت متواصلة، داخل البلاد وخارجها»، ل «كشف تفاصيل المخطط الإرهابي» واستجواب منفّذيه. وتعهّدت اإطلاع «الشعب الإيراني الأبيّ على معلومات تفصيلية حول هذه القضية في الوقت المناسب». وذكر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن «قوات الأمن اعتقلت مجموعة خططت لتنفيذ هجمات انتحارية في طهران خلال شهر رمضان»، ووصف تنظيم «داعش» بأنه العدو الرقم الواحد لإيران. واعتبر أن «تجارب الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية في حرب العصابات ومحاربة الانفصاليين في الداخل، أتاحت خبرات متميزة لديها في مكافحة الإرهابيين». وتابع أن «الأوروبيين عندما يأتون إلى طهران، يشعرون بأمان أكثر ممّا في باريس، طالبين نقل خبرات إيران إليهم في هذا المجال». خط طهران - باريس على صعيد آخر، بدأت شركة الخطوط الجوية الإيرانية «ماهان» أمس رحلات من طهران إلى باريس، ذهاباً وإياباً، علماً أن شركة «إيران آر» كانت نظّمت رحلات إلى باريس، كما استأنفت شركة الخطوط الجوية الفرنسية «آر فرانس» رحلاتها إلى طهران. أتى ذلك عشية وصول ظريف إلى باريس اليوم، في مستهل جولة أوروبية له تشمل هولندا، ثم يتوجّه إلى أوزبكستان للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون. وسيناقش ظريف في باريس مع نظيره الفرنسي جان مارك آرولت والرئيس فرنسوا هولاند، «سبل تطوير العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية ودولية»، كما أوردت وسائل إعلام إيرانية.