كابول، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - شهدت مدينة خوست شرق افغانستان المحاذية للحدود مع مناطق القبائل الباكستانية، لليوم الثاني على التوالي، اعمال عنف تبنتها حركة «طالبان»، في وقت اشارت الاممالمتحدة الى «زيادة كبيرة» في تدفق المقاتلين من باكستان. وقتل سبعة مدنيين وجرح 21 آخرون في تفجير نفذه انتحاري باستخدام سيارة مفخخة قرب مدخل قاعدة «كامب سالرنو» العسكرية الاميركية في خوست التي تبعد مسافة 20 كيلومتراً فقط من الحدود الباكستانية، وتزامن مع انتظار عشرات من العمال الافغان الخضوع لاجراءات التفتيش قبل دخول القاعدة. وكانت سلسلة من الاعتداءات الانتحارية استهدفت مباني رسمية في خوست اول من امس، وأسفرت عن سقوط 9 قتلى بينهم رجال امن وجرح 16 آخرين، في مقابل مقتل 11 من عناصر حركة «طالبان» التي تبنت الاعتداءات وتوعدت بشن المزيد في المدينة التي اغتيل رئيس بلديتها في هجوم شن نهاية آذار (مارس) الماضي. وفي ولاية بكتيكا (جنوب شرق)، قتل مدنيان وجرح اربعة آخرون في هجوم شنه متمردو «طالبان» باستخدام قذائف على قاعدتي روشمور وشارانا الاميركيتين. في غضون ذلك، اعلن الموفد الخاص للامم المتحدة في افغانستان كاي ايدي ان عدد المقاتلين القادمين من باكستان زاد منذ الخريف، مشيراً الى ان شن الجيش الباكستاني عمليات واسعة ضد «طالبان» في منطقة القبائل حالياً «ذات انعكاسات مباشرة على افغانستان، ويؤجج النزاع فيها». على صعيد آخر، تضمنت لائحة قتلى الغارات الجوية الاميركية التي استهدفت ولاية فرح (غرب) قبل عشرة ايام وأثارت ازمة بين كابول وواشنطن، 140 اسماً بينهم ل 93 طفلاً و25 إمرأة. وأصدرت اللائحة لجنة تحقيق تألفت من سبعة مسؤولين اقليميين وحكوميين بارزين بينهم جنرال، فيما واصل الجيش الأميركي التشكيك في عدد القتلى. وقال الكولونيل غريغ جوليان، الناطق باسم الجيش الأميركي، إن «المزارعين يضيفون أسماء أقاربهم الموتى بأمل نيل تعويضات، كما ان الاجواء السائدة تشجع على المبالغة، اذ ان زعم شخص أن طالبان قتلت عائلته سيحرمه من أي تعويض، فيما يعزز اتهامه الأميركيين حصوله على مساعدة سواء تواجد القتلى فعلياً أم لا». وأشار جوليان الى ان التحقيقات اظهرت وجود 26 مقبرة فردية في موقع الغارات ومقبرة جماعية واحدة «ليست كبيرة لدفن عدد كبير من الجثث». وقدر إجمالي عدد القتلى بثمانين، علماً ان التقاليد تمنع فتح المقابر وتحديد عدد المدفونين فيها. ويزعم الجيش الأميركي ان «طالبان» تتعمد جمع مدنيين داخل منازل تعلم إن القوات الأميركية ستستهدفها لدى تنفيذها مهمة انقاذ رجال شرطة وجنود أفغان من مكامن. كما يرجح قتل «طالبان» مزارعين بقنابل. وفي كلمة القاها على هامش مؤتمر اقتصادي في إسلام آباد، أكد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ان بلاده يجب ان تعمل مع باكستان على القضاء على «جحيم الارهاب» الذي يجتاح المنطقة ويضر بالتنمية الاقتصادية. وقال: «تعرقل عوامل عدة التعاون بين البلدين مثل السياسات المتضاربة، معتبراً احراق شاحنات في منطقة القبائل الباكستانية وقتل سائقيها ونهب بضائع وأشعال النيران فيها، اعمال إرهابية ذات تأثير خطر على التجارة»، علماً ان مسلحين احرقوا ثماني شاحنات في مخزن بضواحي مدينة بيشاور الباكستانية أمس. وأضاف: «حان وقت استعادة قيمنا وقرانا من الإرهابيين. حان وقت التصرف بجدية في ما يتعلق بالابقاء على طرقنا مفتوحة أمام التجارة». وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن «الحوار والتنمية ما زالا أقوى سلاح في الترسانة ضد الإرهاب»، داعياً المؤتمر إلى تعزيز مجموعة ملموسة من المشاريع «من أجل تحقيق تعاون سريع». ويركز المشاركون في المؤتمر على خمس مجالات تتضمن التعدين والطاقة والبنية الأساسية والصحة والعمل والتجارة البرية.