وصف محللان سعوديان استثمار شركة «6 فلاغز» الأميركية في المملكة بأنه من مكاسب زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى أميركا، وبأنها ستكون إضافة إلى مجال الترفيه في السعودية. وأفاد المحللان بأن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ركزت على تنويع أوجه الاتفاقات والتعاون مع الجانب الأميركي في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وكذلك الترفيهية. وأوضح المحلل السياسي فيصل الشمري ل«الحياة»، أن شركة «6 فلاغز» الترفيهية الأميركية تعد من أكبر الشركات العالمية في صناعة الترفيه والألعاب، إذ إن لديها 18 فرعاً حول العالم، إضافة إلى أنها تتمتع بقيمة استثمارية كبيرة تؤهلها للدخول إلى السوق السعودية. وأبان الشمري أن شمولية زيارة الأمير محمد بن سلمان صفة امتازت بها منذ اليوم الأول للأمير في واشنطن، إذ ركزت على التعاون والاتفاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية وكذلك الترفيهية، التي تم الإعلان عنها منذ وصوله إلى سان فرانسيسكو مع شركة «6 فلاغز». وأضاف: «تعد الشركة الأقرب إلى الطبيعة السعودية الاجتماعية، إذ ليست لديها أي توجهات مخالفة للأنظمة الدينية التي تتمتع بها المملكة، خلافاً لبعض الشركات الترفيهية الأخرى، كما أن انتشارها حول العالم وكثرة فروعها دليل على قوتها الاقتصادية أولاً والترفيهية ثانياً التي ستكون إضافة قوية إلى أعمال هيئة الترفيه السعودية». من جانبه، لفت الخبير الاقتصادي ربيع الحسن خلال حديثه مع «الحياة» إلى أن التعديلات الاقتصادية التي مرّت بها شركة «6 فلاغز» في العامين 2009 و2010 كانت أحد أهم الأسباب في استمرارها وتصحيح مسارها، بعد أن واجهات ديوناً كبيرة جعلتها تبيع جزءاً من حدائقها وممتلكاتها حول العالم. وأوضح الحسن أن «6 فلاغز» البالغة من العمر 54 عاماً في مجال الترفيه والاستثمار استطاعت أن تغير مسارها المالي، وتصمد في وجه التيارات الاقتصادية والنكسات المالية العالمية، ما يؤهلها إلى الدخول للسوق السعودية والاستثمار فيها بأقل الأضرار. وأضاف: «بلغت إيرادات الشركة في العالم الماضي 1.264 بليون دولار من أنشطتها الترفيهية حول العالم، فيما يقدر سعر السهم حالياً بنحو 56 دولاراً، وهذه القوة المالية والاستثمارية تجعل التنبؤ بمستقبل الشركة في السوق السعودية من الأمور المبشرة والإيجابية». يذكر أن شركة «6 فلاغز» الأميركية الترفيهية أنشئت في ولاية تكساس في العام 1959، ويعود سبب تسميتها إلى أعلام الدول الست التي حكمت الولاية في الحقبة التاريخية الماضية، وهي فرنسا، المكسيك، إسبانيا، ولاية تكساس الجمهورية، الولاياتالمتحدة الأميركية، والعلم الفيديرالي الأميركي. وتوجد فروعها ال18 في كلٍ من الولاياتالمتحدة الأميركية، وكندا، والمكسيك، كما كانت توجد في عدد من الدول الأوروبية، إلا أن الأوضاع المالية الصعبة التي مرّت بها الشركة اضطرتها إلى بيع عدد كبير من أملاكها في تلك الدول، قبل العام 2010، الذي كان انطلاقة جديدة لها في الحقبة الحالية.