تستضيف القاهرة حتى 13 تموز (يوليو) الجاري مهرجان الثقافة العراقية في متحف الفن المصري الحديث الذي يضمّ معرضاً للكتاب العراقي، وعرضاً جماعياً لأعمال مجموعة كبيرة من الفنانين العراقيين. وكان وزير الثقافة العراقي ماهر الحديثي افتتح المهرجان الذي ينظّم بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية. يضم المعرض مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين المعاصرين في العراق، تنوعت بين التصوير والنحت. واللافت فيه تفاوت مستويات الأعمال المعروضة، ما يعطي إنطباعاً بأنه تم الإعداد لهذا المعرض على عجلة. ولا تعكس اللوحات، على رغم القيمة الفنية لبعضها، مستوى الحركة التشكيلية العراقية كأحد أهم وأبرز الحركات الفنية في العالم العربي التي تأسست على يد جواد سليم وفائق حسن وعطا صبري ونوري الراوي، وغيرهم من التشكيليين الذين كان لهم بصماتهم الواضحة على حركة التشكيل في العراق، بل كان لأعمالهم صدى في الأوساط الغربية أيضاً. ويقول محمود القرغولي المدير العام لدائرة الفنون العراقية واصفاً وضع المؤسسات الفنية العراقية في الوقت الراهن: «قبيل الغزو الأميركي للعراق كان المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد يضم زهاء ثمانية آلاف قطعة فنية في مجالات الرسم والنحت والخزف وبقية الفنون التطبيقية الأخرى ولكن بعد الحرب الأميركية على العراق عام 2003 تعرضت فنوننا لأبشع عمليات الإنتهاك، ودمرت مقتنياتنا الفنية ووثائقنا وكل صيغة ثقافية من صيغ الذاكرة الجمعية». تلخص كلمات القرغولي مدى التدهور الذي لحق بالحركة التشكيلية العراقية بعد الغزو الأميركي للعراق، غير أن الضربات التي لحقت بهذه الحركة لم تقتصر فقط على أعمال النهب والسلب التي تعرضت لها المتاحف العراقية بل أيضاً إلى هجرة العديد من الفنانين العراقيين المعروفين والمتميزين خارج العراق هرباً من الأوضاع القائمة هناك ولعل هذا ما يفسر على الأرجح المستوى المتواضع لمعرض الفنون العراقية وهو الأول من نوعه الذي يقام في القاهرة منذ سنوات طويلة. أقيم المهرجان بناء على الإتفاقية الثقافية بين البلدين التي أقرت بعد لقاء وزيري الثقافة في كل من مصر والعراق. ويعد الحدث الأول من نوعه الذي يقام للفنون العراقية بهذه الكثافة خارج العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003. ويتضمن المهرجان عروضاً للفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية، وعرضاً للأزياء وعروضاً موسيقية ومسرحية وسينمائية متنوعة. وستشهد ساحة وكالة الغوري عرضاً مسرحياً للكاتب العراقي خضير ميري بعنوان «كيس أسود» من اخراج فخري العقيدي. وهو عمل مونودرامي مستوحى من الواقع العراقي ويحكي معاناة أم عراقية، تجسدها الفنانة العراقية المقيمة في القاهرة هدى هادي. وتعد المسرحية بمثابة عودة جديدة لها بعد انقطاع دام سنوات. ومن الأفلام المشاركة الفيلم التسجيلي «الوضوء بالدم» للمخرج حسن قاسم، والفيلم الروائي القصير «صديقة الملاية» الذي يعالج هموم الحياة اليومية للمواطن العراقي البسيط. كما يتخلّل المهرجان عزف منفرد على العود، لكل من فريد البابلي ونصير شمة ويوسف عباس، كما تقام حفلة للمطربين حميد منصور وحسين نعمة، إضافة إلى ثلاث أمسيات شعرية يدير إحداها الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي تقام في مركز بيت الشاعر.