كشف الكاتب والأكاديمي الدكتور أحمد الفراج، عن وجود قياديين في الجامعات السعودية ينتمون إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، المُصنفة في المملكة ضمن «الجماعات الإرهابية». وقال في تصريح ل «الحياة» : «التنظيمات الحزبية، وبخاصة التنظيم الإخواني «السروري» يتغلغل في كثير من الجامعات السعودية حالياً»، مؤكداً على أثر يمكن تلمسه للجماعة في «نوعية المناهج، والأنشطة اللا صفية للجامعات». وشدد الفراج، الذي يشغل أيضاً منصب «مستشار وزير التعليم العالي»، على أهمية «الوقفة الحازمة»، مضيفاً أنه «بعد تصنيف التنظيم الإخواني كمنظمة إرهابية سيتغير الوضع». وقال: «إن الوزارة مهتمة بهذا الجانب، ومتنبهة له جداً. وهناك خطط وبرامج مستقبلية لتحويل الجامعات من مراكز تعليمية يسيطر عليها الحزبيّون غير الوطنيين، إلى مؤسسات وطنية علمية حقيقية». وأضاف أن «تنظيم الإخوان متغلغل في كثير من الجامعات، وحتى على مستوى القيادات، ولو تمت متابعة المناشط اللا صفية في الجامعات؛ سيلاحظ استضافة رموز «إخوانية» معروفة، لإلقاء محاضرات أو للمشاركة في الأنشطة»، لافتاً إلى أنه «حتى البرامج الثقافية لها صبغة حزبية. وكانت بعض الجامعات مسرحاً نشطاً لاستضافة رموز وطنية مثقفة وشعراء، وإقامة أمسيات ثقافية، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تغييراً حتى في نوعية الاستضافة». وأبدى الفراج، تعجبه من الجامعات التي «لا تقيم محاضرات أو ندوات لتدريب الشبان على الأمور القيادية والاقتصادية الإدارية والعلوم السياسية، فيما بدأت المناشط اللا صفية تختفي من هذه الجامعات، ما يحول دون تنمية الطالب وتقويته لمواجهة المستقبل وصناعة الشخصية القيادية». ودافع عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي اعتبرها «من أفضل الجامعات التي عملت خلال السنوات الماضية، على إبعاد التنظيمات الحزبية عن مواقع القرار والأنشطة والمواقع الحساسة في الجامعة، وهي تعتبر أفضل جامعة فيما يتعلق بمحاربة الأفكار الحزبية، وتحديداً تنظيم الإخوان». وفي المقابل، أشار الفراج، إلى «جامعات كانت تاريخياً تمدُّ الدولة بمعظم الرجال الكبار الذين يشغلون المناصب العليا فيها. وكانت بعيدة عن الأحزاب والتنظيمات، ولكن بعد أن عملت جامعة الإمام على التخلص من أصحاب الأفكار الحزبية، تسربوا منها إلى هذه الجامعات. وأصبحت هذه الجامعات الآن، التي كان يُنظر إليها بنظرة تركز على ما قدمته من قيادات للوطن، المورّد الحزبي الأول، وبالذات «الإخواني»، الذي تغلغل فيها بشكل كبير، وبالذات في أماكن القرار مثل: العمادات والإدارات والوكالات، وأهم من ذلك الأنشطة». وقال: «لسنا بحاجة إلى التصنيف الذي جاء بعد هذه التنظيمات. فالجميع مسلمون، والجامعات يفترض أن تكون محاضن لتعليم الطالب كيف يكون مواطناً صالحاً»، لافتاً إلى أنه «لا يوجد في التصنيفات تصنيف وطني – للأسف – وإنما ديني، أو سياسي، على رغم وجودنا في دولة إسلامية تماماً، وهذا أمر مضحك جداً».