دعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت المقاتلين الإسلاميين في سورية إلى نبذ الاقتتال في ما بينهم، والذي أدى إلى مقتل أحد رفاق زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في وقت سابق هذا العام. وفي الرسالة الصوتية نعى الظواهري وفاة أبو خالد السوري الذي قتل على يد جماعة منشقة عن القاعدة في هجوم انتحاري في شباط (فبراير) وأبدى أسفه تجاه «هذه الفتنة العمياء التي حلت بأرض الشام المباركة». وأبو خالد السوري أحد أهم الشخصيات التي سقطت بسبب الاقتتال بين المقاتلين الإسلاميين والذي استعر مع بداية العام وشهد مواجهات بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وجماعات منافسة تضم متشددين. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، قتل نحو أربعة آلاف شخص في الاشتباكات. وعرقل الصراع المعركة الدائرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد ودفع الجماعات المتناحرة إلى تعزيز قبضتها على الأراضي التي تسيطر عليها. وقال الظواهري في التسجيل الصوتي: «هذه الفتنة تحتاج من كل المسلمين اليوم أن يتصدوا لها وان يشكلوا رأياً عاماً ضدها وضد كل من لا يرضى بالتحكيم الشرعي». ولم تتحقق «رويترز» من صحة نسب التسجيل الصوتي الذي بث الجمعة للظواهري، لكن الصوت بدا شبيهاً بصوت زعيم تنظيم القاعدة. وقالت القاعدة في شباط (فبراير) إنها ستنفصل عن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بعد نزاعات بسبب رفض «داعش» قصر نشاطها على القتال في العراق بدلاً من سورية حيث «جبهة النصرة» هي ذراع القاعدة رسمياً. ووقعت اشتباكات متفرقة بين «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» منذ اندلاع الصراع بينهما في كانون الثاني (يناير) الماضي. لكن الجماعتين حاربتا جنباً إلى جنب في بعض المناطق وحاولت «جبهة النصرة» التوسط بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وجماعات منافسة أخرى. وفي التسجيل الصوتي تحدث الظواهري عن معرفته بأبو خالد السوري منذ أيام القتال ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان خلال الثمانينات ودعا المقاتلين الإسلاميين إلى نبذ الاقتتال الداخلي. وقال: «على كل من يقع في هذه الآثام أن يتذكر أنه يحقق لأعداء الإسلام بيده ما عجزوا عن تحقيقه بكل إمكاناتهم». وولد أبو خالد السوري في مدينة حلب بشمال سورية عام 1963، ويعتقد أنه قاتل في أفغانستان وصار في الآونة الأخيرة أحد قياديي «حركة أحرار الشام الإسلامية» المعارضة.