يفتتح الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام لهيئة السياحة والآثار في السعودية، معرضاً الثلثاء المقبل في متحف اللوفر في باريس عنوانه «دروب السعودية: آثار وتاريخ»، يستمر حتى 27 أيلول (سبتمبر) المقبل. ويشكل المعرض رحلة الى قلب المملكة العربية السعودية الذي اعتمد في تصميمه وقفات متتالية في بعض واحات البلاد، التي كانت معاقل لدول قوية. ويلقي المعرض من خلال القطع الأثرية التي يضمها والتي عثر عليها تباعاً في عمليات الحفر الأركيولوجية الضوء على تاريخ المملكة وهو يضم 300 قطعة أثرية، لم يسبق لغالبيتها أن غادرت السعودية، وترسم من خلال عرضها في متحف اللوفر صورة غير مسبوقة للثقافات التي توالت على المملكة منذ فترة ما قبل التاريخ حتى بدايات العالم الحديث. ومن بين القطع المعروضة مسلات تعود الى العصر النيوليتي، وتماثيل عملاقة لملوك لهيان، وحلى وأدوات مائدة فضية، تعكس حيوية هذه الحضارة الفريدة. وعلى رغم قسوة الطبيعة، فإن المعرض يظهر أن سكان هذه المنطقة عرفوا كيف يستفيدون من موقعها الجغرافي المميز، كونها نقطة تقاطع بين طرق تربط سواحل المحيط الهندي ودول القرن الأفريقي، بمصر والعالم المتوسطي. ويشير المعرض الى الدور المميز الذي لعبته على هذا الصعيد مدائن صالح، والتي شكلت قبل حوالى ألفي عام محطة لقوافل الجمال المحملة بالعنبر والبخور ومسحوق الذهب، لأخذ قسط من الراحة في أبنيتها المحفورة في صخور ضخمة. وساهمت القوافل المختلفة المصادر في تكثيف التبادل بين أطياف المنطقة، وغذت الثقافة المحلية بأفكار وأنماط عيش كانت سائدة في الإمبراطوريات المجاورة. ويبرز المعرض من جانب آخر، دور السعودية، مهد الاسلام، في شق الطرق حيث كان الحجاج يختلطون بالتجار. ويضم المعرض، في جزئه الأخير مراحل نشوء وولادتها المملكة. وتم التعاون لإعداد المعرض بين لجنة الآثار السعودية ومتحف اللوفر، بالاشتراك مع مجموعة «توتال» النفطية الفرنسية التي ساهمت في دعم أعمال التنقيب عن الآثار في مدائن صالح.