زار الرئيس الأميركي باراك اوباما ونائبه جو بايدن مدينة اورلاندو بولاية فلوريدا أمس، للتعبير عن دعمهما أسر ضحايا اعتداء الملهى الليلي للمثليين الأحد الماضي الذي أسفر عن 49 قتيلاً و53 جريحاً، ولقاء أعضاء في فرق الإنقاذ والأطباء والممرضات ورجال الإسعاف الذين «تحركوا ببطولة» بلا اكتراث بسلامتهم الشخصية، كما قال البيت الأبيض. والتقى أوباما للمرة الأخيرة بأسر في حال حداد بعد اعتداء مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، والذي شهد قتل زوجين باكستانيين - استلهما فكر «داعش»- 14 شخصاً بالرصاص. كما زار ضحايا حوادث إطلاق نار في تكساس وأريزونا وكولورادو وواشنطن وساوث كارولاينا. وهو ردد دائماً أن أصعب وقت مر به خلال ولايتيه الرئاسيتين كان بعدما قتل مسلح 20 طفلاً وستة معلمين في مدرسة ابتدائية في نيوتاون بولاية كونيتيكت في كانون الأول 2012. وأكد اوباما أن «الولاياتالمتحدة تقف الى جانب سكان اورلاندو، ومجموعة المثليين والسحاقيات والمتحولين جنسياً»، بعد الهجوم الأخطر في البلاد منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، والذي نفذه المواطن الأفغاني الأصل عمر متين قبل أن ترديه الشرطة. وكان مشيعون لضحية يدعى خافير جورج رييس رفعوا لافتات أو ارتدوا قمصاناً كتب عليها «اورلاندو قوية». ويسود توتر على الأرض، إذ أعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) أن لا شيء يُشير الى احتمال شن اعتداء في اورلاندو أو مناطق أخرى في البلاد خلال الاسابيع المقبلة، لكنه دعا مجموعات المثليين الى توخي الحذر. الى ذلك، تحدث مدعي عام فلوريدا، لي بنتلي، عن تهديدات ضد المسلمين، وذكر بأن مطلقيها قد يلاحقون جنائياً. وستدفع زيارته بمدينة أورلاندو الى قلب الجدل السياسي حول الأسلحة، في وقت اقترح المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب عدم بيع أسلحة الى اشخاص مدرجين على لوائح المراقبة لمكافحة الإرهاب او المنع من السفر، ما قد يثير غضب مجموعة الضغط الخاصة بالأسلحة الداعمة له والتي أعلنت اخيراً ان «حظر شراء اشخاص مدرجين على لوائح المراقبة اسلحة غير مجدٍ، ومخالف للدستور»، وحتى أعضاء في حزبه. وفي شأن التحقيق، باتت السلطات تنشر معلومات قليلة جداً. ورفض لي بينتلي مدعي عام فلوريدا إعطاء تفاصيل حول احتمال ملاحقة نور سلمان، زوجة متين. وذكرت وسائل إعلام ان هيئة محلفين تدرس العناصر المتعلقة بسلمان لتحديد إذا كانت كافية لاتهامها، إذ قد تكون علمت بنياته ولم تبلغ السلطات. وظهر منفذ هجوم أورلاندو وهو يشتم ويناقش بوقاحة التسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك عام 2010، في مقطع صوّر سراً له لمدة 40 ثانية من فيلم وثائقي عن كارثة «ديبووتر هورايزون». وانتقص متين لدى عمله حارس أمن ليلاً على شاطئ في بينساكولا بولاية فلوريدا حيث أجريت عمليات التنظيف من قدر العمال الذين ينظفون البقعة قائلاً: «لا أحد يكترث هنا إلا لتقاضي الأموال. يأمل الجميع في تسرب مزيد من النفط وشكوى مزيد من الناس حتى تظل لديهم وظائف». الى ذلك، أعلن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ريتشارد بور أن السلطات لم تتوصل حتى الآن لوجود صلات بين منفذ مذبحة أورلاندو وجماعات متشددة دولية.