دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض و «هيئة التنسيق الوطني»، اللذان يمثلان معظم قوى المعارضة خارج سورية وداخلها، في اختتام اجتماعهما في بروكسيل، الاتحاد الأوروبي إلى «تطوير دوره في دعم الحلِّ السياسي وإنجاحه، والمشاركة الفعالة في رعاية العملية التفاوضية» لتشكيل هيئة حاكمة انتقالية. وكان «الائتلاف» و «هيئة التنسيق» عقدا اجتماعات في بروكسيل بمشاركة قادتهما وأعضاء في التكتلين، هي الرابعة في سلسلة اجتماعات بين الطرفين «في نطاق توحيد موقف المعارضة ورؤيتها للتطورات في سورية وآفاق الحل السياسي». وقال «الائتلاف» و «هيئة التنسيق» في بيان أن المجتمعين «أكدوا إدانتهم للمجازر المروِّعة التي تشهدها سورية على يد (الرئيس بشار) الأسد وحلفائه، وخطط التهجير القسري، وحصار مناطق كاملة ومنع الغذاء والدواء عنها، واستمرار الاعتقالات وحالات الإخفاء القسري، ما حال دون إيجاد بيئة تؤدي إلى انطلاق مفاوضات بناءة» وأنهم «رأوا أن الشعب السوري بمكوناته كافة، كان ضحية لإجرام النظام وعجز المجتمع الدولي عن توفير الحماية له، ما جعله عُرضة للفوضى والتدمير والإرهاب في كل أشكاله، وشددوا على رفض أي احتلال أو تدخل أجنبي». واتفق الطرفان على عدد من النقاط بينها «تأكيد الالتزام بالحل السياسي الوطني وفق بيان جنيف (30 حزيران - يونيو 2012)، والمرجعية الدولية، وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، وعلى قاعدة التوافقات الوطنية بين مكونات المجتمع السوري من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وباقي الأطياف، بما يضمن مشاركتهم جميعاً، في بناء دولة مدنية ديموقراطية وصوغ عقد وطني يُنظم الهوية الوطنية الجامعة للسوريين»، إضافة إلى «التشديد على أن خلاص الشعب السوري بتوجهاته كافة بمن فيهم الموالاة يتحدد بالخلاص من نظام الاستبداد والقتل، ومحاربة قوى الإرهاب والتطرف». ورأى الطرفان أن «محاربة الإرهاب تشترط إنهاء الاستبداد واستنهاض قوى المجتمع الوطنية، بقيادة الهيئة الحاكمة الانتقالية وفق استراتيجية إقليمية ودولية»، وفق البيان الذي أضاف أنهما اتفقا على «عقد لقاءات دورية وورشات عمل بمشاركة ممثلي قوى سياسية ومكونات مجتمعية وناشطين وخبراء، ودعم جهود الهيئة العليا للمفاوضات، وتعزيز التواصل والتنسيق بين القوى والمكونات الوطنية السورية، وتنظيم زيارات مشتركة إلى الدول المعنية بالقضية السورية». وتناول الطرفان القضية الكردية، حيث اتفقا على «تطوير رؤية المعارضة السورية حولها وإيجاد حلٍّ عادل لها في نطاق وحدة سورية أرضاً وشعباً، وبما يحقق الاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية، ومشاركة القوى الكردية السياسية والثورية في بناء سورية الديموقراطية»، إضافة إلى «دعوة الاتحاد الأوروبي إلى تطوير دوره في دعم الحلِّ السياسي وإنجاحه، والمشاركة الفعالة في رعاية العملية التفاوضية، وتطبيق القرارات الدولية، وإنهاء عنف النظام والتصدي للإرهاب في كل أشكاله، وتعزيز رعايته اللاجئين السوريين وحلِّ مشكلاتهم». وكان رئيس «الائتلاف» موفق نيربية قال في بيان أن اجتماع بروكسيل «أسس لآليات أكثر صلابة للعمل المشترك تصب في مصلحة توحيد المعارضة السورية في تحديها لإسقاط نظام الأسد». وأضاف: «على رغم أهمية تعميق التفاهم بين الكيانين الكبيرين (الائتلاف وهيئة التنسيق) حول العملية السياسية في تعقيداتها الحالية، إلا أن جوهر ما دفع إلى اللقاء هو تطوير وحدة المعارضة السياسية والتأسيس لآليات أكثر صلابة للعمل المشترك». وعبّر نيربية عن أمله في أن ينجح الاجتماع بالتوجه نحو صوغ وثيقة وطنية جديدة، فيها تطوير لوثيقة العهد الوطني الذي صدر عن مؤتمر القاهرة في تموز (يوليو).