توجه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الكونغرس الأميركي أمس، حيث أجرى لقاءات رفيعة المستوى مع قيادات الحزبين الجمهوري والديموقراطي ورؤساء اللجان العسكرية والخارجية، في حين شدد مسؤولون أميركيون على أهمية «العلاقة مع السعودية» وتأثير قيادة الرياض الإقليمية بشكل إيجابي وقوي في الملفين السوري والحرب ضد «داعش». وكان لافتاً أمس، ذهاب الأمير محمد بن سلمان إلى مبنى الكابيتول والاجتماع بأكبر قياداته، بينهم زعيم الغالبية الجمهورية بول ريان الذي زار الرياض منذ شهرين، وزعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي. كما كان من المقرر أن يجتمع لاحقاً مع رئيس لجنة الخدمات المسلحة السناتور جون ماكين ورئيس اللجنة ذاتها في مجلس النواب ماك ثورنبيري. كما التقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر ورئيس اللجنة الخارجية في مجلس النواب أدوارد رويس. وركزت اللقاءات على التعاون الدفاعي المشترك في ظل توقيع عقود عسكرية ضخمة بين الجانبين، والبحث في القضايا الإقليمية وتعزيز الروابط الشخصية بين الجانبين. وبعد اجتماعات الكونغرس، التقى الأمير محمد بن سلمان وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر، وجرى استعراض خطة التحول الوطني الضخمة والرؤية الاقتصادية وسبل حفز الاستثمارات والتعاون الاقتصادي مع الولاياتالمتحدة، خصوصاً في حقول التكنولوجيا والطاقة النظيفة. ونفت وزارة الخارجية الأميركية ليل أول من أمس وجود أي توتر مع السعودية بسبب تحفظ الرياض عن الموقف الأميركي من النزاع السوري، الذي لطالما شكل مصدر اختلاف بين الحليفين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في مؤتمر صحافي: «في حال سألتموني إذا ما كان هناك فرق فلسفي كبير بين السعوديين والولاياتالمتحدة حيال كيفية المضي قدماً في الميدان السوري، فإن الجواب هو لا». وأوضح أن المسؤولين بحثوا مع ولي ولي العهد السعودي «العلاقات القوية والمستمرة بين الولاياتالمتحدة والسعودية وناقشا مجموعة واسعة من المواضيع، مثل اليمن وسورية وليبيا ومكافحة الإرهاب». وأشار بيان للخارجية إلى «أن الطرفين تطرقا أيضاً إلى اعتداء أورلاندو وأكدا التزامهما المشترك مواصلة التعاون في مجال مكافحة انتشار التطرف العنيف على المستويين الإقليمي والدولي».