قوبل تحديث «تويتر» الأخير، الذي أتاح لمستخدميه خاصية إعادة تغريد تغريداتهم السابقة أو الاقتباس، بردود فعل غلب عليها طابع الطرفة والسخرية، وراوحت ما بين الرفض والقبول، في حين أضاف مغردون آخرون مع تغريداتهم مقاطع فيديو وصوراً ضاحكة تتناسب مع ما طرأ من تحديث. وكانت مقاطع «مستر بن» الضاحكة وأخرى من مسرحية «مدرسة المشاغبين» الأكثر تداولاً، كما تناقل المغردون خبر التحديث بتعليقات مثيرة للضحك. وقال المنشد سمير البشري: «أقترح أن الواحد يصير يقدر يتابع نفسه بعد»، في حين قال مغرد آخر: «إن عصفور تويتر سيغير ريشه القديم قريباً». ويلقى «تويتر» رواجاً كبيراً بين السعوديين، إذ بلغ عدد مستخدميه بحسب إحصاءات أخيرة أكثر من 9 ملايين شخص، وتعتبر خاصية «إعادة التغريد» ذات أهمية كبيرة لدى كثيرين، ويسعون للحصول على أكبر عدد من التغريدات في تغريدتهم الواحدة، ما يدفع البعض إلى عملية الشراء أو بما يسمى «تسويق التغريدة». وقالت هنادي العبدالله التي تعمل في مجال التسويق الإلكتروني الذكي عبر «تويتر»، إن لديها قاعدة متابعين وداعمين، ومن يريد تسويق سلعه مثلاً أو إشهار نفسه أو حتى الترويج لعباراته الشعرية يمكنه تحقيق ذلك خلال ساعات، ويتم رفع نسبة المشاهدة له بشكل كبير من خلال إعادة التغريد، وهو يستفيد من هذا «الريتويت» بأنه تعرف عليه الكثير. وأضافت أنه إذا كانت له مادة هادفة أو شدت الانتباه سيجد أن له متابعين، ويلجأ كبار الشخصيات لهذه الوسيلة، كما أن بيع المتابعين لها أشخاص يعملون بها. وبينت في حديثها ل«الحياة» أن الترويج لحسابات على «تويتر» صار «عملاً» خاصاً، ويدر ربحاً معقولاً على العاملين فيه، لافتة إلى أن تسويق خمس تغريدات مدة شهر لها مبلغ محدد يعتمد على نوع المتابعين والشهرة. ورأت العبدالله أن عمل التسويق الإلكتروني متعب جداً ويتطلب حضوراً مستمراً على «تويتر» ودعماً للجميع، حتى يقوموا بالمقابل بدعمك عند الحاجة لهم، مشيرة إلى أن التسويق يعطي سرعة في الوصول، لافتة إلى أن بعض المقاطع تحقق في اليوم التالي لنشرها مشاهدات خرافية، وهذا لا يأتي بالصدفة أو من فراغ، وغالباً صاحب المقطع يُعمل له إشهار بواسطة «وسم»، ووضعه في «وسم» نشط ثم ينتشر بسبب إعادة التغريد. وتحدثت عن برامج تضيف عدداً كبيراً جداً من المتابعين، لدرجة أن تتعدى الحد المعقول في دقائق معدودة، ثم تبدأ خطوة «تابعني أتابعك» لتزيد قوة «إعادة التغريد»، ويجب التأكد من الأشخاص غير المتابعين، فالبرامج تلغي تلقائياً من يلغي متابعتك. وعن المتابعين الوهميين في بعض الحسابات، ذكرت أن كثيراً من الحسابات المشهورة تبدأ ب5 آلاف متابع وهمي، ثم يبدأ صاحب الحساب في تسويق نفسه وشراء متابعين، لافتة إلى اختلاف قيمة المتابع العربي عن الأجنبي، فسعر 5 آلاف متابع عربي ب150 ريالاً، و10 آلاف متابع أجنبي تقريباً ب150، ولكونهم وهميين فلا فائدة منهم ولا حياة فيهم.