أطلق شبان سعوديون، في سياق حربهم ضد تنظيم «داعش»، حملة على موقع «تويتر» أخيراً في ساحات العالم الافتراضي تركزت على إبلاغ إدارة «تويتر» خطورة الحسابات التي تروج للعنف وضرورة إغلاقها. ونجحت مجموعات تفاعلت بحماسة كبيرة في إغلاق عدد من الحسابات «الداعشية». وتسعى أهداف الحملة التي أطلقها حساب شخص يدعى فارس تحت وسم» #حملة -جيش-سبام-الدواعش» ما أدى إلى إغلاق أكثر من 70 ألف حساب داعم لتنظيم «داعش» على «تويتر» «حماية للدين والوطن من براثن معتقداتهم الإرهابية المنحرفه، وصداً لمخططاتهم التي يسعون من خلالها إلى التغرير بالنشء والتأثير فيهم ومن ثم الانضمام إليهم». وتضمنت حملة «جيش سبام الدواعش» عبارات تحذيرية موجهة الى تنظيم «داعش» بتكثيف تلك الحملة لتصبح «حرباً الكترونية شعواء لا تبقي ولا تذر إن لم يتوقفوا من التدخل في الشأن السعودي والتغرير بالشبان واستغلالهم في تفجير أجسادهم لخدمة أجندة «التنظيم الإرهابي» باسم الإسلام، وتحت رايات عمياء ودعوات جاهلية». وعلى رغم أن غالبية الحسابات الداعشية مصدرها سعوديون، إلا أن حقيقة الفكر الداعشي تكشفت في الآونة الأخيرة في أوساط المجتمع السعودي، وكان لوسائل الإعلام دور بارز في ذلك. ولعل حلقة مسلسل «سيلفي» بعنوان «بيضة الشيطان» التي عرضت في أول رمضان على قناة «إم بي سي» اثرت تأثيراً كبيراً في شحن همم المنظمين للحملة. وفي الوقت الذي يشكل موقع «تويتر» أهمية كبيرة لدى تنظيم «داعش» إذ يعتمد عليه اعتماداً كبيراً سواء من خلال بث مقاطع الفيديو أم من خلال التغريدات التي يحاول من ورائها كسب الكثير من المؤيدين واستقطاب عناصر جديدة للتنظيم، جاءت الحملة «جيش سبام الدواعش «التي تعتبر الأولى من نوعها كحرب إلكترونية بين التنظيم وبين شباب مغردين رافضين لفكره، إذ تفاعل معها الكثير من رواد الموقع وتداولتها مواقع عالمية لتقطع عليه الطريق وتكشف عن الحسابات المنتمية إليه وتحظرها، ويوضح الوسم خطوات الإبلاغ عن تلك الحسابات، وطريقة إرسال تغريد الإبلاغ ثم الحظر الذي يتم من قبل مسؤولي موقع «تويتر» باعتبار أنها من الحسابات المزعجة والمطلوب غلقها. وعلى رغم لجوء أصحاب الحسابات التابعة للتنظيم إلى تغييرها، غير أن مغردين سعوديين كشفوها إذ إن كل مغرد يدلي بدلوه ويكشف عن الحسابات «الداعشية» التي يعرفها كي يتم حظرها، الأمر الذي تمكن معه الناشطون في الحملة الشعبية من إغلاق حسابات كثيرة أخيراً في مدة لا تتجاوز أربعة أيام منذ انطلاق الحملة. ويذكر أن شركة موقع «تويتر» أغلقت في وقت سابق نحو 2000 حساب خلال أسبوع واحد تابعة لتنظيم «داعش» تشكل أهمية كبيرة في نشر وترويج أفكار التنظيم، فيما وردت تهديدات من «داعش» بقتل أحد مؤسسي «تويتر»، كما أقفلت «تويتر» حسابات أخرى ل» داعش مصر» بعد 24 ساعة من تدشينها، وتم أيضاً إغلاق 10 آلاف حساب للتنظيم في يوم واحد، لنشرها تغريدات عنيفة ذات طابع دموي بما لا يتوافق مع أنظمة وقوانين موقع «تويتر». وكانت دراسة متخصصة أشارت إلى أن نسبة انتشار «تويتر» بين مستخدمي الإنترنت في السعودية تعتبر الأعلى في العالم، إذ تبلغ 40 في المئة، مع معدل نمو سنوي يصل إلى 45 في المئة، مشيرة إلى أن السعوديين ومن يقيم على أرضهم يغردون 150 مليون مرة شهرياً. وأوضحت الدراسة التي أجرتها شركة «واي تو دي» المتخصصة بالتسويق الإلكتروني أن أربعة من كل 10 مستخدمين للإنترنت في السعودية يملكون حساباً في «تويتر»، لافتة إلى أن عدد مستخدمي هذا الموقع في السعودية يبلغ نحو 7 ملايين.