أظهر أول استطلاع ل "رويترز – إبسوس" بعد مذبحة أورلاندو التي وقعت يوم الأحد تراجع تقدم هيلاري كلينتون على دونالد ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ الأسبوع الماضي. وقال ترامب المرشح الجمهوري المفترض في الانتخابات المقررة في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) إن سياسات الديموقراطيين مسؤولة عن أعنف حادث إطلاق رصاص في التاريخ الأميركي الحديث. وفي وقت جدّد تعهده بمنع دخول المسلمين للولايات المتحدة، حذرت كلينتون من شيطنة الأميركيين المسلمين. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجري في الفترة من الجمعة وحتى أمس (الثلثاء) تقدم كلينتون على ترامب بفارق 11.6 نقطة مقارنة بالفارق السابق البالغ 13 نقطة في الأيام الخمسة التي انتهت يوم السبت. وقد يكون لهجوم اورلاندو تأثير طويل الأمد على الانتخابات الرئاسية في ظل المخاوف المتعلقة بالهجرة والعنف الناجم عن قوانين حيازة الأسلحة والتسامح الديني في قلب الحملة الملتهبة نحو البيت الأبيض. واستغل ترامب الحادث لاتهام أوباما بالفشل في مواجهة ما أطلق عليه "إرهاب الإسلام المتشدد" والتحذير من أن سياسات كلينتون بشأن الهجرة ستسمح بدخول المزيد من المهاجمين المحتملين إلى البلاد. وكان ترامب قال في كلمة الاثنين إنه سيعلق استقبال مهاجرين من بلدان لها "تاريخ مؤكد في الإرهاب" ضد الولاياتالمتحدة وأوروبا والحلفاء "حتى نفهم تماما كيف نقضي على هذه التهديدات". وانتقد اوباما ترامب بسبب ما وصفه ب"تصريحاته غير المسؤولة" المعادية للمسلمين، محذرة من ان اجندته الشعبوية خطيرة وخارجة عن القيم الاميركية. واضاف بغضب "السياسيين الذين يرسلون تغريدات على توتير ويظهرون في برامج التلفزيون الاخبارية"، وقال ان اعضاء التيار اليميني اشعلوا الغضب، ولم يفعلوا اي شيء لمنع الارهاب. واستهدف اوباما بشكل خاص اقتراح ترامب بمنع جميع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة كاجراء لمكافحة الارهاب. وقال اوباما "ما هي نهاية هذا؟" ودان "اللغة التي تميز ضد المهاجرين وتلمح الى ان مجتمعات دينية باكملها متواطئة في العنف". وتابع "بدأنا نرى هذا النوع من الخطاب والكلام المرسل غير المسؤول حول من هم الذين نقاتلهم تحديدا. اين يمكن ان يؤدي بنا ذلك؟". من جهتها القت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون خطابا مماثلا تقريبا بقولها "ما يقوله دونالد ترامب معيب" واعتبرت من غير المقبول القول بأن الرئيس اوباما يقف في صف الارهابيين (...) هل سيقف المسؤولون الجمهوريون في وجه مرشحهم؟" يهاجم ترامب وزملاؤه الجمهوريون بشكل مستمر اوباما ويصفونه بالضعف في قتال الارهاب، ويتحدثون عن رفضه وصف مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" بانهم "ارهابيو الاسلام المتطرف". ورد اوباما بالقول "ما الذي سيحققه استخدام هذه الصفة؟ ما الذي سيغيره؟ هل سيجعل داعش اقل تصميما على محاولة قتل الاميركيين (..) هل سيجلب لنا المزيد من الحلفاء؟ هل يخدم استراتيجية عسكرية؟ (..) الجواب هو لا". واضاف ان "عبارة الاسلام المتطرف لا تحمل سحرا. انها وجهة نظر سياسية. انها ليست استراتيجية". وتابع "لم يسبق ان قال لي احد المستشارين ولو مرة واحدة يا ليتنا نستخدم هذه العبارة، لاستطعنا ان نغير كل شيء". واثار ترامب مرارا تساؤلات بشان المكان الذي ولد فيه اوباما، والمح الى ان الرئيس ربما يكون متواطئا مع الجهاديين. وصرح ترامب لشبكة فوكس نيوز "انظروا، يقودنا رجل ليس صارما ولا ذكيا، او ان شيئا اخر يدور في ذهنه". وقال اوباما ان فكرة ان الادارة الاميركية لا تعرف تحديدا من هو عدوها "من شانها ان تفاجئ الاف الارهابيين الذين ازلناهم من ارض المعركة". من جهة أخرى، اعلن ترامب انه لن يعتمد بعد اليوم صحافيي "واشنطن بوست" في آخر اجراء انتقامي يتخذه ضد هيئات اعلامية. وكتب ترامب على صفحته على موقع فايسبوك "بسبب التغطية غير الدقيقة بشكل غير معقول لحملة ترامب الذي يسجل ارقاما قياسية، نلغي على الفور اعتماد صحافيي صحيفة واشنطن بوست غير النزيهة والدجالة".