أكدت الأممالمتحدة تزايد عدد الفارين من جحيم الحرب في الفلوجة، ما دفعها إلى تشييد مخيمات إيواء إضافية. ودعا البرلمان العراقي الحكومة والمجتمع الدولي إلى توفير الأموال اللازمة لإغاثتهم, وحذر من كارثة إنسانية. وقالت منسقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي إن» آلاف المواطنين فروا من الفلوجة عبر ممر آمن فتحته القوات العراقية، وهي تعمل على فتح ممر آخر»، وأضافت: «جرى نصب ثمانية مخيمات خارج الفلوجة لإيواء الفارين، وأصبحت تعج بالوافدين». ووصفت الظروف داخل المدينة بأنها «أسوأ من المتوقع»، وأشارت إلى أن «وكالات الأممالمتحدة المعنية، تعمل حالياً على تشييد مخيمات جديدة وتأمين عيادات متنقلة، وتوفير مياه الشرب والطعام للنازحين». وشكت من «نقص التمويل الدولي لهذه الجهود»، وأوضحت أن «الناس الذين خرجوا من الفلوجة خسروا كل شيء، لقد فروا من دون أن يأخذوا معهم أي شيء». وقال رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان النائب رعد الدهلكي أمس: «لم يعد بإمكاننا مساعدة وإغاثة العائلات النازحة لنفاد الأموال المخصصة لهم بعد تزايد أعدادهم في الآونة الأخيرة بسبب العمليات العسكرية التي تشهدها مناطقهم لتحريرها من دنس داعش الإرهابي من جهة، وكذلك لعدم عودة الكثير من العائلات إلى مناطقها المحررة من ناحية أخرى»، ودعا «الحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين إلى تشكيل وفود حكومية وسياسية لجلب الأموال اللازمة من الدول المانحة لانتشال وإغاثة النازحين». وأضاف أن «النازحين يتعرضون لكارثة إنسانية لفقدانهم أبسط مقومات الحياة»، واعتبر «إعلان منسقة الأممالمتحدة للإغاثة عدم امتلاكها حالياً الأموال الكافية يزيد الطين بلة». وحذر الدهلكي من أن «عدم تحرك الجهات المعنية وبقاءها مكتوفة الأيدي تجاه ما يتعرض له النازحون من ظروف مأسوية وكارثية، مع استمرار عمليات النزوح سيتسبب بكارثة حقيقية يصعب السيطرة عليها». وشدد على ضرورة «التحرك العاجل نحو الدول المانحة لإغاثة ومساعدة العائلات قبل فوات الأوان». وشهد العراق أكبر موجة نزوح في تاريخه، بعد سيطرة «داعش» على عدد من المدن والأقضية والنواحي في حزيران (يونيو) 2014 قبل أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على العديد من تلك المناطق، فيما تستمر موجات النزوح مع استمرار معارك التحرير. وقدر وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد «عدد النازحين من المحافظات التي سيطرت عليها عصابات داعش الإرهابية منذ عامين ب3.6 مليون منتشرين في إقليم كردستان والمحافظات الوسطى والجنوبية»، مؤكداً أن «600 ألف منهم عادوا إلى مناطقهم الأصلية».